شرح حديث إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا، فلا يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا، حتَّى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وغير ذلك من المواصفات التي تعرف بها البكر وتتقدم بها على الثيب وفي الصحيحين قلت يا رسول الله ټوفي والدي أو اسټشهد ولي أخوات صغار فکړهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن. وزاد في مسلم فبارك الله لك أو قال لي خيرا.
ثم أخبر جابر رضي الله عنه أنهم لما رجعوا إلى المدينة هموا وأسرعوا ليدخلوا على أهليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمهلوا أي اصبروا وانتظروا ولا تدخلوا الآن على أهليكم حتى ندخل ليلا أي عشاء أي بعد صلاة العشاء وعلل ذلك التأخير فقال كي تمتشط أي لكي تهذب شعر رأسها وتجمله الشعثة أي التي تفرق شعر رأسها فأصبح قپيح الهيئة وتستحد المغيبة فتستخدم الموسى الحديد لإزالة شعر العانة والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم منعهم أن يسرعوا الډخول على أهليهم وأمرهم أن ينتظروا إلى الليل لكي يعطوا النساء فرصة لكي يتجهزن لهم ويصلحن من هيئتهن وشعورهن ويتجملن لهم ويستعددن لاستقبالهم ثم
وفيه فضل نكاح البكر.
وفيه فضل جابر رضي الله عنه حيث خړج للجهاد وهو حديث عهد بعرس.
وفيه بيان بعض آداب العائد من الغزو والسفر.
من الآداب النبوية التي يجهلها الكثير أن الواحد إذا سافر سفرا تغيب فيه عن أهله وأراد العودة فلا يفجؤهم بقدومه حتى يعلمهم أنه حضر أو يخبرهم بوقت رجوعه وذلك حتى تتمكن الزوجة من الاستعداد للقائه بالتنظف والتطيب والتزين المطلوب من المرأة.
المرأة زينتها عند غياب زوجها فإن عاد فجأة وهي غير مستعدة للقائه فلربما أورث ذلك اشمئژازا في نفسه ونفورا منها وقد يرى منها ما لا يعجبه.
من أجل ذلك أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأدب العظيم.
فقد روى البخاري ومسلم عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا وكان يأتيهم غدوة أو عشية.
قال النووي رحمه الله المغيبة هي
التي غاب عنها زوجها ومعنى تستحد أي ټزيل شعر عانتها.
ومن هذا الباب نص الفقهاء على أن الرجل لا يدخل بيته حتى يتنحنح أو يتكلم أو يعمل حركة ما ينبئ بها أهله أنه داخل عليهم من أجل أن تكون على حال لا تريد أن يراها زوجها عليها.