الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لماذا قالت الملائكة: "أتجعل فيها من يف0سد فيها ويس0فك الد0ماء" كيف عرفوا ذلك، ومن سكن الأرض قبل سيدنا آدم ؟

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

القول الثاني: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض، وهم الجن، فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم.

روي نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقا0تل. انظر "زاد المسير" (1/61)

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قول الملائكة: ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويس0فك الد0ماء ) يرجِّحُ أنهم خليفة لمن سبقهم، وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسف0ك الد0ماء وتفسد فيها، فسألت الملائكة ربها عزّ وجلّ: ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويس0فك الد0ماء ) كما فعل من قبلهم " انتهى. "تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30).

القول الثالث: أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية.

وهو الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (6/149)

يقول العلامة الطاهر ابن عاشور: " وإنما ظنوا هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف، بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه الجسدية والعقلية والنطقية، إما بوصف الله لهم هذا الخليفة، أو برؤيتهم صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده، والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه، فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب،

 وعن الامتثال الى العصيان...، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات.. "

قال: " وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه.. " انتهى مختصرا من "التحرير والتنوير" (1/230).

القول الرابع: أنهم فهموا من قوله تعالى ( خليفة ) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم، ويردعهم عن المحارم والمآثم، قاله القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" (1/302).

والمعنى: أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم، فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم.

وأنت ترى أخي السائل أنها أقوال مختلفة ليس على أي منها نصوص صريحة من الكتاب والسنة، إنما هي استنباطات لأهل العلم، قد تصيب وقد تخطئ، وإنما أراد الله تعالى أن نتعلم ما في هذه القصة من العبرة والعظة، 

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات