حكم قراءة السور في الصلاة حسب ترتيب المصحف
حكم قراءة السور في الصلاة حسب ترتيب المصحف
إذا قرأ المصلى سورة الناس فى الركعة الأولى، فماذا يقرأ فى الثانية ؟
السؤال: لو أن رجلًا قرأ في الركعة الأولى سورة الناس، وهو لا يحفظ من القرآن سواها وسوى سورة الإخلاص فقط، وقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص، فهل يُعد هذا تنكيسًا أصلًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن كان لا يحفظ من القرآن إلا سورة الناس، وسورة الإخلاص، ثم قرأ في الركعة الأولى سورة الناس، فإنه يقرأ سورة الإخلاص في الركعة الثانية، ولا حرج عليه، جاء في شرح العمدة لابن تيمية:
وهل يكره أن يقرأ السورة على خلاف ترتيب مصحف عثمان؟ مثل أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الناس، وفي الثانية بالفلق؟ على روايتين:
إحداهما: يكرهن لأنه تنكيس للقرآن، فأشبه تنكيس آيات السورة، فإنه يكره كتابته، وتلاوته في الصلاة، وغيرها، من غير خلاف في المذهب.
والرواية الأخرى: لا تكره، وهي أصح؛ لأن الصبي يعلم على ذلك، ولأن ذلك لا يخرج عن القرآن عن الوجه الذي أنزل عليه، والنظم، والتأليف الذي له، فأشبه ما لو قرأ سورة، وقرأ في الثانية بعدها سورة لا تليها، وقد تقدم حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بالبقرة والنساء وآل عمران،
وحديث الذي كان يفتتح بقل هو الله أحد، ويقرأ بعدها سورة أخرى، فإذا لم يكره التنكيس في ركعةٍ
واحدةٍ، ففي ركعتين أَوْلى، واحتج أحمد بأن أنس بن مالك صلى المغرب فقرأ في أول ركعةٍ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ـ وفي الثانية: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.
وفي حاشية الدسوقي المالكي: إن قرأ في الركعة الأولى بسورة الناس، فقراءة ما فوقها في الركعة الثانية أولى من تكرارها. انتهى.
مع التنبيه على أن المسلم ينبغي له أن يحرص على تعلم كتاب الله تعالى حتى يحفظه، فإن في ذلك أجرًا عظيمًا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري، وغيره.
السؤال: صليت مرة ببعض الأصدقاء صلاة جهرية، وقرأت في الركعة الأولى سورة الفلق، وقرأت في الثانية: إِذَا زُلْزِلَتِ [الزلزلة:1] وبعد الانتهاء من الصلاة قال لي أحدهم: يجب أن تكون القراءة حسب ترتيب السور في القرآن، ولا يجوز أن تسبق سورة على سورة.
سؤال أجاب عنه الشيخ إبن باز قائلًا:
هذا هو الأفضل أن يرتب على حسب ما في المصحف، لكن لو عكس لا حرج، ليس بحرام، فقول القائل لك: لا يجوز، هذا غلط، هو جائز، لكن تركه أفضل، فإذا قرأت الزلزلة تقرأ ما بعدها، وإذا قرأت قُلْ أَعُوذُ بِربِّ الفَلَقِ [الفلق: 1] تقرأ قُلْ أَعًوذُ بِربِّ النّاسِ، [الناس: 1] لكن لو أنك قرأت مثل ما فعلت الفلق، ثم قرأت ما قبلها قرأت إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ [النصر:1] أو الكافرون، أو قرأت الزلزلة، كل ذلك لا حرج فيه، وقد ثبت عن عمر أنه قرأ سورة النحل، ثم قرأ بعدها سورة يوسف، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قرأ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، نعم.
إذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم