الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 7 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

تكمل لحظة هنا

نظر له عساف بنظرة جادة فجلس مهند مكانه بغيظ شديد وهو يرمق شوق بحدة

ليتنفس أمير براحة بينما ترمق شوق عساف بامتنان وهي تقول باسمة 

شكرا يا عساف.

ليضع عساف قدما فوق الأخرى وهو يقول بملل شعر به منذ أن رآها فهو لم يحصل على المتعة التي ظنها فرؤيته لشوق بهيئتها تلك كانت عكس ما توقع تماما

ياريت تنجزي وتقولي عايزة إيهاحنا مش هنضيع وقتنا معاكي.

لتهتف شوق بثقة عالية

معاك حق ولا أني كماني وقتي يسمح علشان إكده خلونا ندخل في الموضوع علطول.

ليهتف مهند ساخرا

ليه فاكرة نفسك مين السفيرة عزيزة وراكي أعمال وارواح ناس

لتهتف هي بحنق وبنفس النبرة الساخرة

لا السفيرة شوق ان كان عاچبك يا مهاند وممكن تسكت بقا خليني أعرفكم عن نفسي وعن النظام إهنه ونخلص.

هنا اغتاظ مهند كثيرا ونهض من مكانه وهو يقول زافرا بضيق

لا كدا كتير البتاعة دي تمشي من هنا فورا أنا مش ناقص عته في البيت... بدل ما ارتكب فيها چريمة دلوقتي.

قالها وهو يقفز من أعلى الأريكة ليقف على الجانب الآخر ويتوجه ناحية الباب.

لتهتف شوق وهي تقول بنبرة حادة 

أني لسه مخلصتش كلامي يا مهاند.

اخرصي بقا ايه مهاند دي ايه الأرف دا غريب رايح جايبلنا واحدة من الشارع! ويدخلها البيت وسطينا.

أغمضت شوق أعينها لتتحكم في أعصابها وانفعالتها فهي لم تتوقع أن يكون اللقاء الأول مع أخوتها بهذا الشكل وعلمت أن مهمتها صعبة للغاية ان لم تكن مستحيلة

لينهض عساف هو الآخر لاحقا بأخيه وهو يقول لشوق بنبرة آمرة حادة

أرجع ملقكيش هنا انتي فاهمة.

حملقت به شوق بزهول فهي ظنته سيستمع على الأقل لقولها لكنه ها هو يخبرها أنه لا يريد أن يراها وقبل أن تتحدث اليهم حتى.

قالها عساف وتبع أخيه مهند الذي غادر لتوه.

وقف أمير وهتف بأسف بعدما رأى شوق على هذه الحالة المصډومة

انا اسف يا شوق اللي حصل شىء متوقع اخواتي مش بيقبلوا بأي حد ما بالك انتي.

ليلتف عساف إلى أخيه أمير وهو يقول

انت يا زفت جاي ولا لا

ليرد عليه أمير

اه جاي طبعا وراكم اهو

طب انجز يا خويا ولا عاجباك الخيمة اللي قدامك دي

لا لا جاي اهو

لتسأله شوق

رايحين فين يا أمير 

راحين نتغدا برا يا شوق

لتهتف شوق بحنق

 واه رايحين تتغدوا برا... طب والأكل اللي عم سيد عيحطه على السفرا وعمال من صباحية ربنا يا حبة عيني يحضر فيه.

يرميه بقا ولا يتخلص منه مش مهم

مش مهم كيف... ديه عم سيد عملكم الأكل اللي هتتطلبوه يفرق ايه أكل برا عن اهنه

لا برا هناك هنتغدا مع......سلام

وقفت شوق في حيرة من نفسها لم تفهم معنى كلمته التي قالها وظلت تردد بعدم فهم هيتغدوا مع الموز ازاي طب يقولوا وعم سيد يجبلهم موز على الغدا... ده ايه المرار الطافح ديه.

سمعها أمير وانخرط في الضحك على سذاجتها فكيف لها ألا تفهم هذا اللفظ ولا معناه لكنه على ايه حال انطلق ليلحق بأخوته.

تحلت بالشجاعة ولو قليلا ووقفت أمامه وقالت وهي تطأطأ رأسها لأسفل

مش بقول حاجة يا خالد خلاص أنا أسفة مش هفكر في الخروج من اوضتي تاني اتفضل انت انزل وروح لأصحابك وشوف حياتك واتفسح وعيشها زي ما أنت عايز وسيبني هنا محپوسة بين أربع حيطان ماشي هسمع كلامك يا خالد اتمنى تكون كدا مبسوط.

خطى بضع خطوات ليكون أمامها مباشرة وهو يقول بضجر

ميار أنا مش حابسك بين أربع حيطان أنا مش حارمك من حاجة هنا بجيبلك كل اللي نفسك فيه فساتين وأي لبس تطلبيه بجيبلك أحلى أكل وأحلى هدايا عايزة ايه تاني انا معيشك ملكة كل ده ومش عاجبك! أنا مش فاهم انتي عايزة ايه ليه مصرة تجيبي لنفسك العكننة وۏجع القلب كل مرة ليه.

رفعت هي رأسها وطالعته بحنق وأعينها تختلط فيها الدمعات ببعضها فهو لن يفهمها أبدا وقالت

كل ده وبتسأل أنا عايزة إيه وانت حارمني من أقل حقوقي تعالى كدا انت حط نفسك مكاني أفضل عايش طول الوقت في اوضتك ومتخرجش منها ولا بتقابل حد ولا بتخرج مع حد ولا حتى تغير جو قولي هل هتقدر تتحمل ده ليوم واحد بس معتقدش يا خالد أبدا لأن مفيش انسان على وجه الأرض مبيحبش الحرية ده انت حتى مانعنى اني أنزل من اوضتي وعلى الأقل اتمشى جوة البيت ما بالك بقا لو قلت عايزة أخرج برا انت بتتكلم في ايه يا خالد روح انت أمشي وشوف كنت خارج تعمل ايه وسيبني هنا زي عصفورة محپوسة مقصوصة الجناح ومش بس كدا دي مربطة بسلاسل من حديد وممنوع حتى انها تتخلص من سلسلة واحدة منهم على الأقل.

قالتها ميار وتابعت كلامها بسيل جارف من الدمعات التي تهتطل دون توقف

أغمض خالد أعينه في محاولة للمحافظة على رباطة جأشه وبعدها أخذ نفسا عميقا وأخرجه بضجر وقال راسما الجدية على ملامح وجهه وقال بصلابة معهودة عليه دائما 

ها خلصتي مرشح كل يوم اللي لازم أسمعه! ممكن أمشي بقا ولا لسه كلام عندك عايزة تقوليه.

رمقته بنظرة مصډومة مصحوبة ببكاءها ليزفر هو بضجر ومن ثم يرحل من أمامها مشيرا بأعينه للدادة بأن تلحق به ففعلت على الفور 

ليهتف هو بينما يرتدي جاكيته وينظر نظرة أخيرة على مظهره في المرآة المعلقة على الحائط 

مش عايز أي تقصير معاها يا دادة زي ما انتي متعودة دايما وبلاش تهاون أبدا في أي تعليمات من اللي قلتها زي ما انتي شايفة اليومين دول تمردها زاد اوي عن كل مرة فخلي بالك منها أنا نازل كم ساعة وراجع مش هتأخر لو في أي حاجة بلغيني فورا

اومأت له الدادة بطاعة واشفاق على ميار في نفس الوقت 

حاضر يا خالد بيه اللي تؤمر بيه.

تنهد خالد ومن ثم هم بهبوط الدرج كي يغادر فعلا رنين هاتفه فرفعه لأذنه بعد أن اخرجه من جيب بنطاله الخلفي

وقال

ايوة يا عساف في ايه 

ايه يا ابني اتأخرت ليه 

متأخرتش يا عساف لسه ربع ساعة ع الميتنج عشر دقايق وهتلاقيني قدامك سلام

ماشي منتظرينك سلام.

وصل خالد للمكان الذي ينتظره فيه عساف ومعه أخويه مهند وأمير وجلس معهم وهو يشعر أنه في مزاج سىء للغاية بسبب كلمات أخته وحاول الإندماج في المقابلة والأحاديث التي هو معتاد عليها دائما معهم وبرغم أن اللقاء محبب إليه فهو يحب صحبة عساف وإخوته إلا أنه لا يدري لم يشعر بالإختناق والضيق ولا يدري ما سبب ذلك... كاد بالإستئذان منهم ومغادرة المكان لكنه علل بأنه مع الوقت سيختفي هذا الضيق وسرعان ما سينسجم معهم وينسى ما يزعجه.

جاء الوفد وبعد ترحيب وسلام ومزاح الجميع معتاد عليه تم تناول الطعام جميعا معا وبعد الإنتهاء قرر الوفد ألا يعطي كلمته النهائية في الصفقة التي يجرونها الآن وطلبوا من خالد إمهالهم لبعض الوقت فهم لن يغادروا مصر في الوقت الحالي.

زفر خالد بضيق لتعطل مصالح شركته بسبب قرار الوفد

ليميل خالد إلى عساف وهو يقول بينما يكز على أسنانه

عساف اتكلم قول حاجة انا على أخرى ودول جايين يهزروا احنا مفيش عندنا وقت لازم تأخد موافقتهم

 

والا الفرصة

 

انت في الصفحة 7 من 148 صفحات