رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
يا دادة انا هنزل
خاڤت عليها مربيتها وقالت بزعر
اوعي يا ميار خالد بيه محذرنا من كدا وانتي عارفة انه مش هيتهاون في دا ابدا
اوف بقا يا دادة انا زهقت زهقت من كل حاجة .. زهقت من اوضتي ومن تحكمات خالد ومن حياتي كلها . هو ليه قاسې معايا اوي كدا.. هو مفيش حد بيغلط يا دادة قوليلي
ضمت المربية شفتيها وقالت بأسف
معاكي حق يا بنتي بس متنسيش ان خالد بيه بېخاف عليكي بردو من الهوا الطاير وبيحبك وكأنك بنته مش اخته
هتفت ميار بحنق وهي تدفع الكرسي بعيدا
لو بيحبني بجد مكانش يعمل معايا كدا انا هنزل يعني هنزل
قالت كلمتها واستمعت لصوت جامد جاف دب للړعب في اوصالها
ميااار
اړتعبت ميار واختبئت خلف مربيتها تحتمي خوفا من أخيها
ليهتف هو والڠضب يشع من عينيه ويرمقها بحدة
تعالي هنا سمعيني انتي قلتي ايه
ابتلعت المربية ريقها پخوف مما قد يفعله خالد بأخته بعدما سمع تصريحها الصريح في الهروج من غرفتها ورغبتها في مخالفة اوامره.
شوق
بارت٤
أسماءالهادي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شوق ٤
وقف أمامها يحثها على الإسراع فهو يريد المغادرة سريعا لذا قال بنرفزة واضحة في نبرة صوته
ما تخلصي يا بنتي هفضل كل مرة ملطوع بستنى سيادتك
اجابته وهي منكبة على وجهها تخفض جسدها وبصرها لأسفل فهي تحاول أن تحكم ربط رباط حذاءها الرياضي
أصبر يا بركات مش عارفة اربط رباط الشوذ
أجابها ساخرا من هيئتها فهي ممتلئة الجسم بشكل واضح للعيان ولا تسلم من كلمات أخيها الساخرة من وزنها الزائد ذاك
طبعا هتوصليله ازاي بالأهرامات والتلال اللي عندك في كل حتة دي
أجابته بنبرة مخزولة حزينة فهي كانت تتمنى ان يكون أخيها مصدر دعم وقوة لها لا أن يكون مثل الآخرين مثبطين لهمتها ساخرين من هيئتها متنمرين على طريقة سيرها
الله يسامحك يا بركات أنا مش هرد على كلامك
أجاب هو غير مهتم بما قاله ولا بحزن اخته الذي بدا على صفحة وجهها
هتردي على ايه يا بنتي هو انا قلت حاجة غلط مش دي الحقيقة انجزي عايز اروح الجيم اخلصي
أخيرا استطاعت الانتهاء مما تفعله فنهضت من فورها وارتدت حقيبة يدها في عنقها وقالت
اديني خلاص خلصت اطلع يلا وانا جاية وراك أهو
أجابها وهو يقول بينما يخرج من باب الشقة وبعدما خرجت هي دفعها أمامه بانزعاج وهو يقول
قدامي يا اختي دايما جايبالي الكلام وشكلي هقفل الجيم المكان الوحيد اللي بأكل منه عيش بسببك.
أجابته بنبرة بائسة وهي تقف محلها بينما هو يهبط الدرج
أنا عملتلك ايه يا بركات حرام عليك
أجابها صارخا بها وقال وهو يشير لها لأن تتحرك من مكانها وتهبط الدرج خلفه
جايبالي الكلام ياختي الناس بتقول فاتح جيم وقال ايه عامل انك بتساعد الناس انها تخس ومش عارف تساعد اختك مش عارفين ان اختي البعيدة برميل مش بتحس علطول لغ لغ مش بتفصل انزلي اخلصي بدل وربنا ما اطلع همي كله فيكي
هبطت هي الدرج في صمت وهي تنظر له بنظرات ممزوجة بالدمعات
ليتمتم هو بضيق شديد لاعنا حظه انه جعلها أخته
جاتنا نيلة في حظنا الهباب الناس كلها أخواتها البنات قمرات تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك جمال ورشاقة وانا اللي ابتليت ببرميل مخلل مش عارف اوله من أخره
هنا لم تستطع توبا التحمل أكثر من ذلك فوقفت محلها وتحدثت بصوت مختلطا بالبكاء
كفاية بقا يا بركات انا تعبت من كلامك ده مش ذنبي اني تخينة اعملك ايه يعني
اجابها حانقا وهو يسير بينما يشوط بحجر صغير ملقى على الارض
متعمليش حاجة ياختي ماهي البعيدة لو بتحس كانت خست شوية لكن اقول ايه حيطة مش بتحس مبتفهمش غير في الاكل وبس
هنا بكت توبا كثيرا ولم تستطع التحكم في دمعاتها أكثر فقالت باكية وهي تقف في منتصف الطريق
كفاية بقا والله ما انا جاية معاك الجيم انا راجعة تاني البيت
ليمسكها أخيها من معصمها بحدة ويهتف بحماقة يثقلها بلازع كلامته دون ان يبالي بوقعها على نفسها
اتحركي يا بجمة انتي قدامي وهتخسي يعني هتخسي حتى لو هموتك في ايدي فاهمة امشي يلا
سحبت يدها وقالت پغضب رغم دماعتها التي لا تتوقف
لا مش هخس يا بركات وانا براحتي محدش هيجبرني على حاجة وكفاية بقا كلامك ده .
ليضريها أخوها بقوة في كتفها فآلمتها
اتلمى يا توبا ولمي الدور لحسن ما افرج عليكي الشارع واديكى علقة معتبرة وقدام الكل
لم تستطع توبا ان تفعل شيئا الا أن تكتم حزنها في قلبها ودمعاتها بداخل جفونها وتسير معه بصمت وقلب کسير محطم الروح والمعنويات.
نزل عساف ومهند الدرج وجلسا على الأريكة وانضم إليهم أمير وجلس جوارهم ليقول مهند بملل وهو يضع قدما فوق الآخرى ويحركها في الهواء
هي فين دي يا أبني عايز أتفرج.
حملق به أخيه أمير وقال
تتفرج على إيه يا ابني هي مش اللي في بالك خالص.
الله يا غبي انت مش بتقول انها حكاية يبقى إيه بقا
ضم أمير أصابع يده وقال لأخيه
اصبر هتلاقيها جاية أهي.
بينما عساف يجلس غير مهتم ويفرد كلتا ذراعيه يسندهما على الأريكة
رفع مهند علبة الكانز إلى فمه ليشربها و التي وضعها العم سيد أمامهم منذ قليل وعاد لمكانه في المطبخ.
وما إن رأى مهند شوق تدلف إليهم بهيئتها تلك جلبابها الاسود وحجابها الذي من نفس اللون والذي هو ليس معتادا على تلك الحشمة أبدا حتى بصق ما في فمه دفعة واحدة وانخرط في نوبة ضحك أطول من تلك التي أصابت أمير عندما رأى شوق لأول مرة.
ظل مهند يضحك كثيرا وشوق تقف أمامهم مربعة ايديها أمام صدرها
بينما يقول وهو ينظر لعساف الذي لم يبدى أي ردة فعل وكأنه لم ير شوق من الأساس
يخربيت كدا أنا مشفتش كدا قبل كدا مين دي وبتعمل ايه هنا دي باينها عفريت انصرفي انصرفي مين اللي حضر البتاعة دي انصرفي.
قالها وانخرط في الضحك أكثر فلم يستطع عساف وأمير إلا أن ينخرطوا هم أيضا في الضحك.
وبينما هم كذلك سحبت شوق الأريكة الدائرية الشكل ووضعتها في مقابلتهم وجلست في هدوء تام وهي تقول
وادي جاعدة لما تخلصوا ضحك نبجى نتكلم.
لينهض مهند من مكانه ويقول بينما يشير إليها مزهولا
لا لحظة وكمان صعيدية لا كدا كتير أنا اول مرة أسمع عن عفريت صعيدي.
لترد شوق بغيظ من تماديه في الأمر وتقول بحدة
أهي العفريت الصعيدي اللي عتقول عليه ديه هيقوم عليك يعفرتك دلوك ان ما اتلمتش وبطلت تريقة على خلق الله.
رمقها مهند غاضبا وهو يرفع أحد حاجبيه باستنكار لما سمعه منها
نعم انتي بتكلميني انا بالاسلوب ده!
اعتدلت في جلستها وقالت بهدوء
ايوة انت يا مهاند ممكن تقولي هتجعد وتخلص المسخرة اللي عتعملها دية امتا
ازداد حنق منهد كثيرا وهم ليقترب منها ليبطش بها
لا انتي اتعديتي حدودك معايا انتي فاكرة نفسك مين.
لم تهتز لشوق شعرة واحدة وظلت مكانها كما هي بينما اتسعت أعين أمير خوفا من أن يمد مهند يده على شوق فهو ان قرر فعلها فلن يبالي أبدا فلا يهمه شىء.
ليهتف عساف بملل وهو يمط شفتيه
اقعد يا مهند انت فعلا زودتها ممكن تقعد وتهدى.
نظر مهند لأخيه بحنق وقال
انت مش سامع بتكلمني أنا إزاي دي
لا يمكن