رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
هتضيع مننا والأسعار في زيادة كل يوم
عساف أشار لخالد لأن يهدأ
طيب اهدى واتكلم عادي وأنا هتصرف
هتتصرف تعمل ايه انجز
بقولك اصبر يا خالد
وبعدها نظر عساف لمهند وغمز له
ففهم مهند ما يرمي إليه عساف وطلب من فتاة منهم مرافقته فقامت معه على الفور وهي التي كانت معجبة به وبشدة لوسامته وجماله الرجولي المهلك بالنسبة لها ولأن مهند خبير في أمور كيف يوقع النساء أستطاع أن يجعلها كالخاتم في إصبعه دون أن يتحدث حتى.
نظر خالد لمهند وتلك الفتاة الروسية التي تتأبط ذراعه وقال بحنق لعساف
انت بتهزر بقولك مفيش وقت وانت بتقول لأخوك يعمل ايه انت متأكد انك بعقلك يا عساف
رد عساف بهدوء
أنا بعقلي انت حاليا لا.. في اي مالك وأنا اللي بقول عليك أعقل واحد فينا
رد خالد وهو ينهض بكامل عصبيته
فعلا مبقاش عندي عقل بعد اللي بتعمله انت وأخوك دلوقتي وفي أكتر موقف لا يحتمل الهزار أنا ماشي وابقى اتصرف انت واخوك في الصفقة النيلة دي سلام
طالعه عساف بإستغراب لحالته تلك لكنه تركه يرحل ولم يعلق
ليهتف أمير الذي كان يتابع الموقف ولا يفهم شيئا
خالد مشي ليه اول مرة يعملها ويسيب الوفد كان بيقعد معاهم يقنعهم لآخر لحظة
خالد فعلا مش طبيعي النهاردة
طيب والحل إيه
عساف نهض من مكانه وودع الوفد هو أيضا وقال لأخيه
ولا حاجة روح شوف عايز تسهر فين واتكل
وقف أمير باستغراب قبالة أخيه وقال
أنا مش فاهم حاجة طب وانت هتعمل إيه وبعدين خالد مشي وأكيد معتمد عليكم وانت جاي تودع الوفد وتمشي انت كمان
هتف عساف بنفاذ صبر
أمير أنا مش قلتلك تطير انت
حصل
يبقى تتحرك دلوقتي بدل ما أزعلك
تحرك أمير من مكانه بسرعة وهو يشعر بالحنق من أخيه لانه لا يعرف تفسيرا لتصرفاته وقال
طيب اديني ماشي
وقفت شوق تنظر للطعام أمام السفرة بتحسر شديد فجاءها العم سيد ويبدو على وجهه الحزن فهو ظن أنها حزينة بسبب معاملة عساف وإخوته لها وقال
أبلة شوق
الټفت له وقالت بحزن
نعم يا عم سيد
متزعليش يا بنتي حقك عليا أنا
ردت شوق بأسف وهي لا تفهم مقصد العم سيد
زعلانة ومقهورة كماني والله يا عم سيد
معلش يا بنتي ده شىء متوقع منهم انتي والله بنت طيبة وبنت حلال علشان كدا بقولك مكانك مش هنا وان كنتي عاملة انه هيجيلك من هنا قرشين حلوين فأنا بقولك القرشين القليلين اللي هتأخديهم من برا أفضل من هنا مليون مرة فمتزعليش وربنا اللي يعلم حبيتك زي بناتي بالظبط.
هزت شوق رأسها بعدم فهم وقالت بعد أن أغمضت أعينها وفتحتهما سريعا
انت بتقول ايه يا عم سيد أني مفهماش قصدك
قصدي يا بنتي ارض الله واسعة فمتزعليش لما قالولك امشي
ابتسمت شوق ابتسامه خفيفة وقالت
وفكرك انهم لما يقولولي امشي يا عم سيد يعني همشي لااه دولن بيحلموا أني للأسف مش هينفع امشي من اهنه دلوك
ليه يا بنتي ايه اللي غصبك على كدا المكان هنا مش مناسبك أبدا وانا مرضاش لبنتي تعيش في مكان كله رجاله بالشكل ده
لاه من الناحية دي اطمن يا عم سيد هتلاقيني معاكم راجل زييكم بالظبط ومهياش دي المشكلة والله يا عم سيد
مش فاهمك يا بنتي انتي عايزة تفضلي هنا ولا لا
ايوة ولا يا عم سيد... بص يا عم سيد هي الحكاية ملعبكة حبتين فمتشغلش بالك أني مش زعلانة أبدا من اللي قالوه ونظرا لتصرفاتهم فاللي عملوه ديه حاجة بسيطة من اللي أني متوقعة إني هشوفه وبإذن الله هطلعه كله على جتتهم واحد واحد ماعدا أمير الأمرا الا اذا متعدلش هو راخر فهيشوف مني أيام سودا
حك العم سيد لحيته وقال باستغراب
غريبة طيب ليه اول ما جيت كنت شايفك وواقفة زعلانة متحسرة
رفعت شوق يدها وأشارت إلى الطعام الموضوع على السفرة
متحسرة على ديه يا عم سيد بقا معقول المحمر والمشمر ديه كله يتساب إكده ومحدش يهوب ناحيته مش حرام ديه يا عم سيد.
حرك العم سيد كتفيه ووضع بمنشفة المطبخ فوق كتفه وقال
كل يوم على الحال ده يا أبلة شوقمعظم الأيام بعمل الأكل ومحدش فيهم يهوب ناحيته
انت مش بتجول يا عم سيد انهم مدينك جدول مواعيدهم
لا ده أمير بيه بس والصبح علشان الكلية غير كدا لا
ديه ايه المرار الطافح ديه طب والوكل ديه بتعمل فيه ايه اكيد بتسخنه ليهم للصبح
لا طبعا ازاي هقدم للبهوات أكل بايت
يا عم سيد ازاي ايه بس قال يعني هيعرفوا
ايوة طبعا دول مزاجهم في الأكل عالي اوي ولو مرة معجبهمش مش بسلم منهم يا بنتي
ضړبت شوق كفا بكف وقالت
الله المستعان يارب يا عم سيد
وجدت العم سيد يتقدم من الطاولة ويحاول أن يعيد الطعام إلى المطبخ لتهتف شوق بتساؤل
هتعمل بيه إيه الوكل ديه يا عم سيد
هرميه يا بنتي هعمل ايه يعني
فتحت شوق فمها واتسعت أعينها وهي تقول باستنكار
واااه ترميهترمي نعمة ربنا يا عم سيدانت عايزنا ننسخط قرود يا عم سيد ليه نرمي النعمة ! اللي ميشكرش ربه على النعم هتتسحب من بين ايديه
هعمل ايه بس يا بنتي ماهما اللي مكالوش أنا إيه ذنبي
خلاص خد الأكل ليك ولعيالك
الحمد لله أنا اولادي متجوزين ومخلفين وكل واحد منهم في بلد.
خلاص وزعه على الغلابة يا عم سيد وما أكترهم في البلد في ناس كاتير مهياش لاقية الزر البايت حتى الأكل دهون هيفرحهم اوي وياسلام وانت بتسمع دعوة فقير اتردت ليه روحه لما تطمنه أن اولاده هيباتوا الليلة شبعانين والله ابتسامتهم كفيلة انك تفضل بقية حياتك سعيد ومبسوط
ابتسم العم سيد بإعجاب لتلك الفكرة وقال
تصدقي راحت عن بالي الفكرة دي
اومال يا عم سيد كنك بترمي كل يوم بشىء وشويات وكل بص يا عم سيد أني هساعدك نرص الأكل دون بشكل جميل وتوزعه انت بمعرفتك أني معرفاشي حد إهنه لسه.
ماشي يا بنتي وكتر خيرك والله
الخير خير الله يا عمنا ويا بخت من رضي بقليله وجعل غناه في قلبه
خرج خالد من المطعم وهو يشعر بالتأفف والاستياء من كل شىء مزاجه متعكر للغاية ركب سيارته وفكر في أن يعود لفيلته لكنه عرف ان ذهب في تلك الحالة فسوف يتشاجر مع ميار أخته لا محالة لذا قرر أن يتجول في الإرجاء بسيارته قليلا عله يهدأ
قاد سيارته يسير بها على غير هدى وعقله شاردا في أخته تذكر شيئا ما وفجأة اشتعلت أعينه ڠضبا وخرجت النيران منها وكأنها الحجيم فضړب بيده على المقود وهو يقول
لا يا ميار مش هتخرجي من اوضتك مهما حصل ومهما اترجتيني او حتى بكيتي قدامي مش هيحصل.
لم يكمل كلامته حتى وجد سيارته تصطدم بسيارة أخرى فخرج من سيارته ليطمأن على حالتها وهو يتوعد للذي فعل هذا بها أشد الوعيد.
كانت عائدة من عملها مثل كل يوم فرن هاتفها فرفعته على اذنها بيد بينما تقود باليد الفارغة الأخرى
ايوة يا بابا هكون فين .. انا في الطريق راجعة من الشغل
اتأخرتي ليه يا فداء
علمت فداء انه لا يسألها هذا السؤال خوفا عليها وانما فقط لأنه يريد منها مالا فابتسمت بمرارة وقالت
متأخرتش يا بابا كنت في مشوار كدا
بعد الشغل حضرتك