رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
نومه وأخذ حماما ساخنا ثم ارتدى ملابسه ورجل شعره ومن ثم نثر المعطر على جسده وبعدما اصبح في أتم الاستعداد تناول هاتفه من على المكتب وهبط الدرج مستخدما الترابزين والذي اتخذه ليتزحلق عليه نزولا لأسفل كما هي عادته
وعندما شاهدته شوق على هذا الوضع فتحت كلتا ذراعيها ورمقته بنظرات خائڤة عليه متوجهه نحوه
واه يا أمير حاسب لا تقع خد بالك
ما ان اقترب أمير من الارضية حتى قفز برشاقة ليقف معتدلا أمام شوق
اهلا يا شوق تصدقي أنا نسيت إنك هنا
اصباح الخير يا أمير الأمرا عامل ايه نمت اكويس
ايه أمير الأمرا ده
انت أمير الأمرا يا أمير يا عسل انت
لا ده انتي اخدتي عليا أوي
وماله يا أمير الامرا انت تطول
ضحك أمير بقوة وقال
لا بجد انتي مسلية اوي وشكلي هكون مبسوط بوجودك هنا
أشارت شوق تجاه السفرة وقالت
طب يلا علشان تلحق تفطر علشان تنزل على چامعتك
وقف أمير مكانه وقال بحذر
اوعي تكوني انتي اللي عملتي الفطار
وقفت سوق مكانها وقالت بضيق
ليه ومالك بتقولها اكده كأنك قرفان مني
توتر أمير وذلك لأنه لا يأكل الا ممن يثق في نظافة الطعام الذي يعدونه لذا قال
لا مش قصدي انا بس متعود على اكل سيد وهو كمان عارف طلبي
تنهدت شوق بضجر وقالت بهدوء
اطمن عم سيد هو اللي عامل الأكل انت ناسي انه مش من اختصاصاتي اني أحضر الوكل يا أمير الأمرا
ماشي تمام يا شوق
قالها وتوجه على السفرة ليجلس
فجلست شوق إلى جواره وقالت
بقولك ايه يا امير احكيلي عن اخواتك أكتر ومين أكتر واحد فيهم هقدر اتعامل معاه
أمير فكر قليلا وبعدها قال وهو يقطع قطعة من الطعام في فمه بشوكته
ممم مش عارف عساف ومهند مختلفين عن بعض تماما في الطباع لكن بالنسبة ليكي فاعتقد ان ولا واحد فيهم هتقدري تتعاملي معاه انا عن نفسي أحيانا مبعرفش اتعامل معاهم لان مهند معندوش تفاهم وبيلطش علطول وعساف بيزعق وبيتعصب دايما
لوت شوق فمها وقالت وهي تستند برأسها على يدها
بشرتني يا أمير الأمرا
قال أمير بلا اهتمام
هكون بضحك عليكي لو قلتلك ان وجودك هنا هيستمر.
زفرت شوق بحنق وقالت وهي تشير بيدها للطعام
كل يا أمير كل علشان تلحق الچامعة
بدأ أمير في إكمال طعامه بهدوء لتهتف شوق وهي تقول
بقولك يا أمير أعطيني علامة مميزة أميز بيها التنين
ممم علامة مميزة ممم مهند دايما بيحب اللون الأبيض فبيلبسه دايما اما عساف العكس بيفضل الاسود انتي تاعبة نفسك ليه لما يصحوا هتشوفيهم
طب بقولك ايه يا أمير عايزتك تبلغهم إني عايزة أقابلكم كلكم مع بعض الساعة خمسة ها كدا مناسب هيكونوا صحيوا
اه هيكونوا صحيوا لكن هل هيوافقوا على اللي بتقوليه ده مش عارف
لا بقولك ايه عايزاك تقنعهم يا أمير
هحاول لكن موعدكيش يلا باي
خد بالك من نفسك
رفع أمير أحد حاجبيه من كلماتها فلم يطلب منه أحدهم أن يهتم لنفسه من قبل ولا حتى والدته
لكنه على اي حال غادر دون اضفاء اي كلمة أخرى
وجدت الباب يفتح ويندفع منه أبيها بقوة وكأنما هناك من دفعه بقسۏة للداخل ظل يترنح في مشيته إلا أن وصل الى أقرب أريكة وقبل أن يصل اليها كاد أن يسقط على الأرض فاستبقته ايديها وأحاطته بذراعيها واسندته بكامل جسدها لتعاونه على الجلوس على الاريكة بسلام
وهي تحاول بقوة كبح رغبتها في التقيؤ من تلك الرائحة المنفرة التي تنبعث من فمه
لتهتف هي بعتاب تعلم أنه دون جدوى
بردو شربت يا بابا هو مفيش فايدة مش هتبطل بقا حرام عليك صحتك
أزاحها هو بكل قوته بعصبية فكادت أن تسقط على الأرض من دفعته
انتي تكتمتي خالص كله منك إنتي انتي السبب في اللي أنا فيه دلوقتي
ابتلعت ريقها وقالت بتوتر
أنا يا بابا انا عملت ايه
فضلت اقولك هاتي فلوس أكتر مسمعتيش الكلام لو كنتي زودتي المبلغ كنت كسبت انا متأكدبس اعمل ايه بنتي بخيلة ومش هاين عليها تعطي أبوها بعد ما تعب وشقا طول عمره علشان خاطرها
هتفت هي بضيق
أعطيك كل ما أملك يا بابا لو هتصرفهم في الحلال مش القماړ يا شكري بيه
أمسكها أبيها من ملابسه بحدة فخرجت صړخة فزعة على إثرها وهي تقول
يعني معاكي ومنعاه عني يا فداء
هتفت هي بهدوء ولم تقاوم يد أبيها القابضة على ملابسها
هيكون معايا منين ما حضرتك بتأخد كل الفلوس اول بأول ده حتى دهبي ودهب أمي الله يرحمها حضرتك أخدته وبعته كله
الدهب ده شاريه بفلوسي وفلوسي وانا حر فيها ابيعها اۏلع فيها انتي مالك
اكيد طبعا براحتك يا بابا وعلشان عارفة ان فلوسك حرام سبتك تعمل فيه ما بدا لك
هتف أبيها بحدة وهو يدفعها بعيدا مرة أخرى لكنها أضعف من سابقتها
اتلمي يا فداء بدال ما أزعلك
هتفت فداء بأسف على حالة أبيها
حاضر يا بابا انا اسفة لحضرتك
ليقول لها بصوت ناعس ضجر
وديني اوضتي
اومأت له بطاعة ورفعت يده حول رقبتها واحاطته بيدها الأخرى لتسنده بكل قوتها لتذهب به لغرفتها وهكذا كانت تفعل كل يوم وقبل أن تذهب إلى عملها
وصلت إلى الغرفة الخاصة بأبيها واودعته في فراشه ومن ثم توجهت نحو قدمه لتزيح حذاءه وجوربه ومن ثم عاونته في التخفف من ملابسه لينام براحه ثم خرجت وهي تطفأ مصباح الغرفة وهي تمتم في نفسها
ربنا يهديك يا بابا
قالت كلماتها وتوجهت إلى غرفتها وارتدت ملابسها واستعدت لتذهب إلى عملها
في حوالي الساعة الرابعة مساءا استيقظ مهند من نومه وتفقد هاتفه ليجد رسالة من أخيه أمير فاڼفجر من الضحك على إثرها وقام واغتسل وارتدى ملابسه وذهب لغرفة أخيه عساف
ليجده يرتدى ملابسه ويستعد للخروج أيضا
فقال مهند
عساف انت خارج
أه انت مش جاي ولا ايه خالد منتظرنا مع العملا
اتكأ مهند على طرف الفراش وقال
لا طبعا انا دايس معاك... بقولك شوفت الرسالة اللي باعتها أمير
رد عساف ببرود وهو يحكم رباط حذاءه الأسود
اه شوفتها
وايه
سيبك منها مين دي اللي تحدد تقابلنا امتا هي نسيت نفسها ولا ايه
بس أمير بيقول انها حكاية ومش زي أي حد جه هنا قبل كدا وأنا عايز اتفرج
استنضف بقا يا أخي هي من قلة البنات والستات يا زفت
يابني بقولك اتفرج انت فهمت ايه
فهمت انك عكاك وعينك زايغة على اي انثى ها اكمل ولا كدا كفاية
اغتاظ مهند من أخيه وكاد أن يتحدث الا أن عساف تحدث بمكر وصوت ضاحك
بس مفيش مانع من إننا نتسلى تعالى
ابتسم مهند وخرج مع أخيه وهو يقول غامزا
وماله.
وقفت في شرفة غرفتها تتدلى أعينها على تلك الزهور الجميلة المزروعة بالأسفل في حديقة الفيلا التي تسكن فيها روحها تهفوا لأن ټحتضنها بين ذراعيها كما تهفوا أن يحتضنها احدهم وينتشلها مما هي به
تنهدت ببؤس وقالت
نفسي اوي يا دادة خالد يسمحلي انزل بس الحديقة حتى انا زهقت من القعدة في اوضتي انا قريب هنفجر يا دادة بجد او ممكن اټجنن او يجرالي حاجة
اشفقت عليها مربيتها التي لا تفارقها أبدا وهي تقول
هتنزلي تعملي ايه بس تحت ما كل الأماكن زي بعضها وأوضتك هنا فيها كل حاجة
هتفت ميار باستنكار
لا طبعا مش زي بعضها وانا من حقي على الاقل اتجول في الفيلا انا مش هفضل طول عمري محپوسة بين
أربع حيطان