الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 4 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

إياها وقال بضجر واضح على ملامح وجهه

ايه اللي انتي جايباه ده دول ميكفوش حاجة

رمقته بنظرة حزينه آسفة

قلت لحضرت ان دول آخر حاجة معايا حضرتك بتأخد كل الفلوس اول بأول

رمقها بضيق قبل ان يتركها ويغادر لاعنا ساخطا دون أن يتفوه بأي كلمة شكر حتى انما دس أمواله في محفظة يده وانطلق مغادرا نحو وجهته التي يرتادها يوميا متلهثا متلهفا إليها كإدمان التصق بنفسه فلا يستطيع الفرار منه دةن أدنى رغبة في الفلات منه.

جلست هي على طرف فراشها فأسف وتركت لعبراتها العنان لأن تمر بحرية على خدها تحسرا على حاله وما آلت إليه أموره من الفساد وهي لا تستطيع فعل أي شىء له فما أكثر الأيام التي تحدثت إليه فيها وما أكثر المشاجرات التي دارت بينهما بسبب محاولتها في إقناعه عن الاقلاع عما يفعل وهو مصمم على فعله ويتهمها بالتدخل فيما لا يعنيها وانها ما ينبغي لها ان تعترض من الاساس على اي شىء يقوم به وما أكثر المرات التي أبت هي أن تعطيه أموالها فكان يأخذها هو عنوة تارة او دون أن تعلم تارات أخرى لذا اضطرت لأن تعطيه هي لحتى لا يلجأ لأساليبه الأخرى.

مسحت عبراتها ونهضت من مكانها متوجهة نحو شرفة غرفتها تنظرللسماء تناجي ربها تدعوه 

يارب يارب يارب اهديه يارب انا تعبت بجد معاه

ظلت على وضعها لعدة دقائق ومن ثم توجهت نحو باب الشقة واحكمت غلقها بالأقفال بعناية ثم توجهت لفراشها وحاولت النوم فلديها عمل في الصباح الباكر

أسماء عبد الهادي

شوق

منتظرة رأيكم يا أحبابي

شوق 

البارت الثالث

أسماء عبد الهادي 

في صباح يوم جديد غامر بالأحداث 

استيقظت شوق من نومها مع اول شعاع للشمس كعادتها نهضت من فراشها بهمة ونشاط فتحت نوافذ الغرفة ورتبت فراشها وقامت بتنظيم الغرفة كما اعتادت على ان تفعل في عشتها في البلدة

ارتدت جلبابها وحجابها وخرجت من غرفتها متوجهة نحو المطبخ للرجل الوحيد الذي تعرفت عليه في البارحة لكنها لم تجده

اومال عم سيد راح فين اه تلاقيه لساته نايم لأن البيت كله اسكت هوس عيني عليكي يا بلدي كنتي في وقت زي ده شعلة نشاط الكل بيقوم من الفجرية يسعى على أكل عيشه ويسعى بعرق چبينه مش زي إهنه نايمين وحاطين افبطنهم بطيخة صيفي ولا هاممهم هيقلقوا ليه والنوم هيطير من عنيهم ليه ما هما ضامنين اللقمة اللي هيأكلوها وفي بدالها عشرة كماني يلا ربنا يعين كل واحد على حاله.

وقفت في منتصف المطبخ تشعر بالحيرة

طب واني هعمل ايه دلوك مبحبش اجعد فاضية اكده

قالتها وتوجهت تجاه الحديقة وهناك وجدت البستاني يقوم بري أزهار الحديقة فابتسمت قائلة

اصباح الخير يا عمنا كيفك

بادلها الرجل الابتسامة وقال

صباح الخير انتي مديرة البيت الجديدة 

هي بعينها أني

اهلا وسهلا انتي باين عليكي صعيديه

وافتخر يا عمنا ايوة اني من الصعيد 

اجدع ناس 

وانت تبقى مين وشغلتك إيه اهنه

أنا عاطف البستاني والمسؤل عن تنظيف الفيلا مع حلمي في نفس الوقت

اهلا بيك يا عم عاطف بقولك ايه ناولني الخرطوم ديه اساعدك عايزة اسقي الزرع 

لا عنك يا مدام أنا قربت اخلص

تاني مدام أني لساتي آنسة يا عم عاطف ناديني أبلة شوق

ابتلع عاطف ريقه وقال بصوت خفيض لكن شوق استطاعت سماعه

انسة ربنا يحفظك يا بنتي بس انا متأكد بهيئتك دي مش هيحصل حاجة

لوت شوق فمها وقالت في نفسها بضيق

ديه تاني حد ينوه على الموضوع ديه كنتوا بتعملوا ايه يا ولاد غريب في النسوان اللي كانت بتيجي اهنه وربي وما أعبد لو كان اللي في بالي ماني سايباكم الا لما اعدل حالكم المايل ديه 

قالتها واقتربت من عاطف وأخذت خرطوم المياة من يده وهي تقول بضيق

عنك يا عم عاطف

تركه لها العم عاطف وانطلق متجها نحو الداخل أما هي فبدأت تباشر سقيا الزرع وما إن انتهت حتى عادت مرة أخرى للمطبخ لكي تعد لنفسها طعام الفطور

وهناك وجدت سيد الطباخ قد استيقظ 

فابتسمت وقالت

ناموسيتك حكلي يا عم سيد الديك سبقك وصاح وانت لساتك نايم

ضحك عم سيد وقال

الله يصبحك بالخير يا أبلة شوق هقوم بدري اعمل ايه البهوات مش بيصحوا دلوقتي خالص

ايوة عرفت يا عم سيد بس طمنى جم امتا امبارح اني تعب المشوار حل عليا فنمت زي القتيل ومحستش بنفسي خالص

ضحك سيد وقال

جم ساعة قرآن الفجر تقريبا اول مرة يرجعوا بدري

اكده بدري يا عم سيد اسكت اسكت خليني سامعة وساكتة لأحسن أني على أخري منهم

ملناش دعوة يا بنتي هما أحرار

لاه مهماش أحرار يا عم سيد كلنا عباد الله يعني نطيعه في اللي يؤمرنا بيه ودولن أكيد رجعوا تعبانين وناموا وراحت عليهم صلاة الفجر حاضر في الجامع مش إكده

أسدل العم سيد شفته السفلى لأسفل وقال

انتي طيبة وعلنياتك يا ابلة شوق فجر ايه اللي هيصلوه وفي الجامع حاضر كمان دول تقريبا عمرهم ما ركعوها يا بنتي.

ضړبت شوق على ظهر يدها 

 واه يا مصېبتي السودا يا انا يا أمه وكمان مبيصلوشي لا حول ولا قوة إلا بالله

ملناش دعوة احنا جايين هنا علشان نشتغل وبس ربنا يهديهم 

يارب يارب يا عم سيد بالله عليك ادعيلهم بالهداية في صلاتك يمكن ربنا يسمع منك وينصلح حالهم المايل ديه

مالك كدا يا بنتي شايلة همهم ليه فكري في نفسك انتي ربنا يصلح حالك.

اسمع انت بس مني يا عم سيد وادعيلهم بالله عليك

ماشي يا ستي هدعيلهم علشان خاطرك انتي.

ها تحبي احضرلك الفطار مع أمير بيه

اتسعت ابتسامة شوق ونظرت لخارج المطبخ 

هو أمير صحي ولا إيه مش معقول هيصحى بدري

أمير بيه عاطيني جدول مواعيده علشان أعمله الفطار فيها وانا ماشي على أساسها والنهاردة هو عنده جامعة علشان كدا هيصحى بدري على ٩ كدا

قالت شوق بفرحة عارمة

طيب اعمل حسابي أني هفطر مع أمير الأمرا بس بالله عليك بلاش العيش بتاع امبارح اللي معيتاكلش اسغفر الله العظيم يارب بس فعلا اني مقدرتش أكله.

ضحك سيد وقال

يمكن انتي مش متعودة عليه بس البهوات هنا مبيكلوش الا هو ومش بنجيب غيره 

لااه أنا مهيمشيش امعايا العيش ديه ابدا ولا انت شكلك معايزنيش أكل يا عم سيد شكلك بخيل

ضحك العم سيد وقال

لا ازاي ودي تيجي أجبلك أحلى عيش فينو المرة الجاية

لوت شوق فمها وقالت باستنكار

فينو!! بقولك عايزة اكل يا راچل يا طيب يعني عيش بلدي ظازة لسه توه خارج من الفرن

يبقى استنى لما اروح السوق في مرة واجيبلك. هنا مفيش الكلام ده

ايوة ايوة أخدت بالي ماشي هاكل الموجود وأمري لله لحد ما نشوف موضوع السوق ديه.

.....قولي أمير الأمرا بيحب يفطر ايه وانا هعمله ليه

لا خليكي انتي مستريحة انا عارف طلب أمير بيه وهجهزه

ملكش دعوة بس يا عم سيد وقولي أمير بيحب أيه

يا بنتي الأكلات اللي بيأكلوها دي انتي معتقدة انك تعرفيها

ليه بقا بيأكلوا ايه غير اللي الناس بتأكله

مش بقولك طيبة يا ابلة شوق

الله يعزك ويعلي قدرك يا عم سيد والله بس اني بردك مصرة أعرف أمير بيحب يأكل ايه 

طب تعالي بصي عليا واتعلمي طالما مصرة كدا.

وقفت شوق الى جواره تشاهد ما الذي يعده لتتعلم كيفية إعداد الطعام لإخوتها

وبعد ساعة استيقظ

 

أمير من

 

انت في الصفحة 4 من 148 صفحات