رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
يهتموا بيهم ويربوهم اني عارفة الطبع دوني.. صح أمي كمان كانت فايتاني وملهية في شغل البيت لكن قدرت تتدارك ديه وترجع تهتم بيا تاني والحمد لله ربنا بيعوض حاچات بحاچات تانية.. وچعت قلبي يا خوي يامهند.... يا ترى انت لسه متأثر بالموضوع ديه لحد دلوك ولا ديه كلام فات وعدى
بدأت تقلب الصفحات مرة أخرى لتجد أن طبيعة أخيها بعد ذلك تغيرت تماما فلم تجد تلك الرسومات الجميلة التي كانت تراها.. بل بعض محاولات للرسم لكنه على ما يبدو كان يتراجع قبل أن يخط قلمه بها فيحولها إلى شخبطات لا معنى لها سوى انها دليل على ضياع روحه وشغفه.
تنهدت شوق بحنق ونهضت من مكانها لتعيد ذاك الدفتر إلى مكانه وهي حزينة
يا خسارة يا مهاند كان واضح اوي ان شخصيتك الاولانية وديعة ومرهفة لكن بعد إكده اتحولت... يارب أقدر أرچعكم تاني يا اخواتي يارب.
قررت ترك تلك الغرفة على أن تعود إليها مرة أخرى فيما بعد
كفاية أكده على أوضة امهند مهياش ناقصة تعكير.. ندخل على اوضة عساف يا ترى هلجى ايه انت كماني
توجهت إلى غرفة عساف لتلوي فمها ما إن تراها
يا بوي على السواد ديه.. ايه ياابني اللون الكئيب دوني.. دي الأوضة ناقصها عيون حمر وتقلب على خفاش منك لله... بتتحمل تقعد اهنه ازاي... ما علينا هدخل يعني هدخل... بسم الله والله كأني هدخل مغارة على بابا باينها... يلا خلينا نكتشفها هي كماني
ظلت تتجول في تلك الغرفة التي حتى لون طلاء الأثاث بها باللون الأسود...قررت البدأ مباشرة بالمكتب علها تجد مذكرة ما مثلما وجدت في غرفة مهند.. لكنها لم تجد أي شىء هام يذكر
باينك حاويط يا عساف يا خوي.. بس أني افهم ايه دلوك من اكده.. بتحب الاسود وقلبت على خفاش وعرفناه وبعدين ايه تاني ما هو اني لازمن اطلع بطرف خيط من اهنه... بدأت تتجول بأعينها في انحاء الغرفة وبعدها لاحظت صورة ما مقلوبة وليست معتدلة مثل باقي الصور الموضوعة على الرف
زادها شوقا لتعرف ما الذي يوجد في تلك الصورة زادت ضربات قلبها وخاڤت من أن تعرف مجهولا هي لا تريده وما إن رفعت الصورة وابصرتها أدركت أنها كانت محقة في خۏفها وأصيب قلبها بالكمد والحزن
وجلست على طرف فراش أخيها قليلا وهي تتنهد بحزن ... وبعد عدة دقائق ادركت نفسها ثانية وقررت المغادرة والعودة لغرفتها وهي تقول
لا كفاية اكده اني مش مستعدة اڼصدم بأمير هو راخر اليوم.. خليك ليوم تاني يا أمير الامرا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مساءا
رجع كل من عساف ومنهد إلى الفيلا أما أمير فلم يعد بعد ... أصيبت شوق بالقلق فهو عادة يأتي قبل اخوته وليس بعدهما لذا اتصلت به
ايه يا شوق خير في حاجة
انت فين يا اميرا الأمرا واتأخرت ليه كل دهوني
عادي يعني يا شوق انا مع اصحابي
مع اصحابك فين وبتعمل ايه
ده تحقيق بقا ولا ايه
سميها زي ما تسميها رد عليا انت فين ويتعمل ايه يا امير اخلص
مع اصحابي يا شوق بنتسكع بالعربية ايه مالك حد زعلك من اخواتي
أمير كفاية سرمحة لحد اكده وتكون اهنه حالا
مش دلوقتي يا شوق لما ازهق هرجع
اسمع الكلام يا امير من فضلك واعتبر كلامي ديه أمر لا يحتمل النقاش
قالتها واغلقت للهاتف في وجهه الامر الذي استغرقه أمير
غريبة مالها دي بتتعامل كأنها ولية امري كدا ليه
جلس عساف مع مهند الذي بدا شاردا ويعلو صغره ابتسامة انفرجت لها شفتيه
ايه يا بني مالك مسهم كدا مش عوايدك
أجاب وهو يتذكر ملامح وجه ميار الذي حفرت جيدا في ذاكرته
حتة بنت يا عساف انما ايه مفيش في براءتها ورقتها
ضحك عساف مطولا وقال
لا متقولش ان فيه بنت جابتك لورا لا مش مصدق ان في واحدة قدرت توقع الدنجوان ذات نفسه... هي حلوة
مش حكاية جمال.. هي حلوة اه وحلوة اوي بس مش دي الفكرة ما انا ياما قابلت وشفت الجميلات كتير لكن دي فيها براءة مشفتهاش قبل كدا براءة خطفتني يا عساف لدرجة أنها مش عايزة تغيب من بالي.
طب ومحير نفسك ليه.. طب ما تروحلها ومش هتأخد منك غلوة
المشكلة هنا
ايه مش هتعرف توقعها في شباكك
يا بني عيب عليك ده انا مهند
طب ايه بقا
البراءة اللي شفتها عليها والهالة من النور الي حواليها اللي خطفت قلبي خاېف تختفي لو قربت منها.. خاېف اكتشف انها زي بقية البنات اللي اعرفهم ساعتها هكرهها وهقرف منها اوي
طب وايه يعني خد مزاجك وارميها زي غيرها
ما ده اللي انا مش حابه... حابب أشوف البريق والهالة دي تاني... حابب تفضل على نقاءها وبراءتها اللي انا شايفها عليها
عايز تفهمني ان اللي شفته فيها ده من اول لقاء ليكم
محصلش أي كلام بينا أصلا يا عساف .. انا اول ما شفتها هي هربت على المطبخ علطول
انت غريب ليه يا بني كدا وبتتكلم بالألغاز وبعمق كأنك فيلسوف زمانك... ثم قولي مطبخ ايه ده اللي دخلته.
كبر يا عساف واعتبرني مقلتش حاجة... بقولك ايه انا جعان نادي لعم سيد يحضر الغدا
انت مأكلتش برا مع جوليا !
لا مجاليش نفس
معقول دي جوليا يا مهند... اكتر واحدة بتفتحلك نفسك على أي حاجة
عساف بقولك ايه اطلع من دماغي
لا ده انت حالتك حالة... ياعم سيد حضر الغدا بسرعة
لتأتي شوق التي استمعت عمدا لمحادثتهما والتي تود معرفة كل كبيرة وصغيرة تخصهما وقالت وهي تود احتضانهما بحنان بين ذراعيهما تعوضهما عما فاتهما لكنها أرادت أن تتبع استراتيجية معينه تعرف أنها ربما تكون طويلة الأمد لكنها تأمل أن تؤتي ثمارها في نهاية المطاف
مفيش وكل
خلاص النهاردة شطبنا
هتف عساف بحنق
يعني ايه الكلام ده
الساعة كام معاك دلوك
شوق
رد على سؤالي الساعة كام
٩ ها هتتكرمي تجيبي الأكل ولا نتحايل أكتر
لاه حتى المحايلة من هتچيب نتيچة معاي... أني الصبح وانت خارج قلتلك أيه!! قلتلك معاد الوكل الساعة ٥ حصل ولا محصلشي... جهزناه وفضلنا ننتظر فيكم محدش چه ولا حتى كلفتم نفسيكم واعتذرتم انكم چايين.. يبقى خلاص راحت عليكم... دلوك فيه عشا لو حابين تتعشوا دلوك مفيش مشكلة
هتف مهند بنفاذ صبر
هاتي يا شوق اي أكل أخلصي انا جعان
لتهتف شوق
من عنيا التنين... بس خد بالك العشا عبارة عن عيش وجبنة والحمد لله عل. النعمة
نعم يا اختي
ايه اومال عايز محمر ومشمر ومقمر .. الكلام ديه في الغدا انما العشا نام خفيف وقوم لطيف
هتف مهند بعصبية
عساف اتكلم انت بدل ما ازعلها
نادى عساف بعلو صوته على العم سيد
سيد انت عارف لو الأكل مجهزش حالا هيحصلك ايه
جاء العم سيد وقال
حاضر يا عساف بيه حالا هحضره
هتفت شوق بصرامة
استنى يا عم سيد... اني قلت خلاص وقت المحمر والمشمر ديه انتهى كان الساعة ٥ العصر.. الوجبتين الفطاروالعشا حاجات معلبات خفيفة علشان ميكبسش على النفس يكتمها
سيد في ظرف خمس دقايق لو الأكل متحطش على السفرا اعتبر نفسك مطرود انت فاهم
استنى يا عم سيد اني اهنه يا عساف بيه مديرة المكان... واني المسؤلة عن طرد وتوظيف كل اللي شغال