الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 27 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

ولا مشرفكشي زي عساف اكده

لا يا بنتي عادي انا اطول واحدة لذيذة زيك تكون اختي... تعرفي انا طول عمري نفسي يكون عندي اخت

لوت شوق فمها وقالت

يا خويا الحمد لله ان ملكمش اخت كنتوا بوظتوها زييكم اكده كفاية انتم

بوظناها ازاي مش فاهم

كانت هتسيب الحبل على الغارب زييكم وتفعل ما يحلو لها دون رقيب

قلبتي عربي ليه ما كنتي ماشية كويس

ليه كني كنت بتحدت فرنساوى...

لا مش بحب الفصحى

 غور يالا وانت مش بتفهم حاجة.. ماهو علام الخواجات ديه اللي جابلكم الكافية.

ضحك أمير وقال

ماشي اديني هغور اهو 

بقولك يا أمير الأمرا... الست الوالدة أمكم سايباكم اكده ازاي وانتوا مش بتروحوا تشوفوها كل يوم ولا ايه

لا ماما عادي... واحنا عادي ساعات بنروحلها الفيلا او نشوفها ف النادي

ااه ياني من كلمة عادي اللي مهياش عادي دي.. طيب يا أمير سؤال تاني قبل ما تمشي... اوضكم فوق بتكون مقفولة

لا اوضنا مفتوحة عادي... محدش يقدر يدخلها من غير اذننا اما الحاجات المهمة دي لا احنا بنقفل عليها كويس...

حلو اوي الكلام دون

 شوق اوعي تفكري تطلعي فوق... عساف ومهند مش هيتهاونوا ابدا

شوف طريقك انت يا حبيبي وخليني اهنه اشوف شغلي

مش مطمنلك... بس انا حذرتك

انتهزت شوق فرصة مغادرة اخوتها وقررت الصعود لغرفهم لتتعرف على ما يفعلونه عن كثب وربما تجد ما يفيدها في مهمتها

شاهدها أحد الخدم تهم بصعود الدرج فقال

شوق بلاش تطلعي فوق

ليه هي لعڼة ولا إيه... بقولك عرفني الأوض اللي فوق وكل أوضة تخص مين من الاخوة الأعزاء

اول ما تطلعي هتلاقي اوضة عساف بيه وبعدها أمير بيه... أما اوضة مهند بيه فهي جوة شوية مش جنبهم.

ممم ماشي انا اكده عرفت هبدأ بمين.. شكرا يا عمنا

انتي رايحة فين

ايه .. اني هنه رئيسة الخدم زي ما بيقولوا او مديرة الفيلا مش هتفرق المسميات فسيبني امارس عملي.

خاېف يحصلك اي مشكلة مش هيتهاونوا ابدا 

يا بونا ما تقلقشي هيحصل ايه اكتر من اللي اني فيه.. كمل شغلك انت ومتشلش همي 

صعدت إلى الأعلى وقد قررت أن تبدأ بغرفة مهند وهي في شوق كبير لمعرفة فحوى تلك الغرفة ولماذا اختارها بعيدة عن غرف إخوته 

دلفت لداخل الغرفة لتجدها بلون هادىء ... منظمة زيادة عن الحد.. تبعث في النفس الراحة بعكس ما توقعت هي... ظنته شخص مهمل كما هي طباعه التي تظهر أمامها.. لكنها ها هي تكتشف جزء جديدا من شخصية أخيها ...راقتها تلك الغرفة الهادئة عدا فقط تلك الصور المعلقة على الحائط لبعض النساء التي يسمونها نجمات السينما وبعض الصور الخاصة لمهند

اقتربت من الصور وهم بانتزاعها وهي تقول

 يا ۏجعة مربربة معلق صور في اوضتك علشان تمنع دخول الملايكة يا واد ابوي.. هو انت ناقص شيطاين يا خوي.

مدت يدها لتنزع احدى الصور لكنها تداركت نفسها 

 ايه اللي اني بعمله ديه... كدا مهند هيعرف اني دخلت اوضته وتبقى وجعتي مطينة بطين 

بدأت تتفحص الغرفة لتكتشفها ومن ثم اقتربت من مكتب في منتصف الغرفة الكبيرة وقالت

 معلش يا مهند يا خوي أني عارفة ان اللي بعمله دوك مش صح اني افتش في حاچتك أو اتدخل في خصوصياتك بس أني غرضي خير... اني بعمل اكده علشان أعرف أقف عند نقطة معينة ادخلك منيها أهو لعل وعسى.

بدأت تتفحص محتويات المكتب بهدوء وعناية فلم يجد شيئا مهما فكرت في ترك ذلك المكتب والتوجه لذلك الرف الزجاجي الموجود اعلى المكتب ...لكن لفت نظرها مذكرة ما كمثل النوتة الشخصية موضوعة أسفل مجموعة كبيرة من الاوراق ويبدو عليها أنها قديمة تخصه وهو صغير فهي عرفت ذلك من ذلك الخط الذي دون به اسمه عليها فأمسكتها بين يدها وهي تقول

 ممم بتكتب مذكراتك يا مهند ممم اني كل مرة بكتشف حاچة چديدة في شخصيتك... حيث كدا بقا اسمحلي أتطفل عليها وربنا يستر ومتكتشفش دوني.

أمسكت بالمذكرة وجسلت إلى إحدى الكراسي وهي تقول

 خليني اكتشف اخويا الصغير كان بيفكر ازاي

بدأت بأول صفحة والتي كتب فيها مهند اسمه وعمره ١٣ سنة وهوايته الرسم 

 ممم بتحب الرسم چميل بس الظاهر ان ديه كان زمان لأني مشفتش ولا لوحة ولا رسمة إهنه خالص... يا ترى إيه اللي خلاك تتخلى عن هوايتك.

بدأت تقلب الصفحات والتي كانت عن رسومات بسيطة بدأت تصبح أحلى وأكثر مهارة شيئا فشيئا 

اممم رسمك چميل ماشاء الله 

وعندما قامت بقلب الصفحة وجدت كلمة شدتها لقراءة ما بعدها

أسوء يوم في حياتي... أنا اسمي مهند وبحب ماما وبابا جدا وبالاخص ماما.. بحبها أوي لكنها مش شايفاني خالص مش شايفة حد مننا.. لا انا ولا اخواتي... صحيح بتهتم بينا وبمظهرنا ولبسنا... لكن نفسي تضمني.. نفسي تسألني عامل ايه ومحتاج إيه... نفسي تحسسني انها معايا مش مشغولة عني.. ماما جنبي بس بعيدة اوي.. نفسي أحس بدفىء الأمان اللي مفتقده في ضمة حب منها...نفسي أحس انها بتشاركني اهتماماتي... كل مرة اوريها فيها رسوماتي تقولي اكسلانت وجود وهي مبصتش فيها اصلا وأنا متأكد من ده... وعلشان اتأكد جيت النهاردة ومسكت اسكتش فاضى وقلتلها ماما ممكن تشوفي رسوماتي

قالت

ماشي يا مهند سيبها هنا وانا هشوفها... هخلص مكالمة مع صاحبتي 

سبتها وروحت عل اوضتي وبعد شوية جيتلها تاني أسألها هي كانت بتحط مانيكير في صوباع رجليها

ها يا ماما ايه رايك

وانا متأكد انها حتى مقربتش من الاسكتش

قالت

تحفة اوي يا نودي .. بس ياريت تهتم لمذاكرة أكتر أنا عايزاك أشطر واحد يا حبيبي

في الوقت انا أنا انصعقت واڼصدمت اوي... ماما فعلا مش مهتمة باللي بعمله.. يبقى اعمله ليه فقدت الشغف وقررت اني من النهاردة مرسمش تاني أبدا... مش هرسم ابدا طالما ان مفيش حد مقدر

 

اللي بعمله ولا مشجعني عليه... بابا علطول مشغول في شغله واتعودنا على كدا... لكن ماما وانشغالها عننا مش قادر اتحمله...ماما ولا مرة حضرت معايا حفلة الاسكول.. ولا شجعتني على لعب أي رياضة أنا بحبها... علشان كدا من النهاردة أنا مش هرسم تاني ... أخدت الاسكتش وجريت عل اوضتي وأنا متعصب ومسكت كل الرسومات اللي انا معلقها في اوضتي وقطعتها كلها وبكدا النهاردة اسوء يوم في حياتي علشان بطلت حاجة كنت بحبها اوي وكنت بلاقي فيها نفسي الضايعة مني ليه يا ماما ليه

انتهت ملاحظة مهند التي كتبها...ومعها نزلت دمعات شوق اشفاقا على أخيها 

لا حول ولا قوة إلا بالله... مش أني بس اللي عانيت أنشغال ابوي عني وعدم اهتمامه بيا... مرات ابوي كمان طلعت من نفس العينة المطينة كيف جوزها ما هي الطيور على أشكالها تقع ....أهملت عيالها ونفسيتهم.. كانت مفكرة انها لما توفرلهم الأكل واللبس والمصاريف انها اكده موفرة ليهم كل حاجة... لكنها غفلت انها تشبعهم عطف وحب وحنان واحتواء واولهم تربية... وديه يفسر كل التصرفات النيلة اللي عليها اخواتي دلوك... لا حول و لا قوه الا بالله.. ليه إكده بس يا خواتي .. هي الأم ايه غير.. ضمة صدر لابنها تطبطب عليه تداوي جراحه تحسسه بالأمان... تملس على راسه بحنان... بسمة في وشه تديله أمل....تلاقيها كانت فايتاهم للخدم اللي

 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 148 صفحات