رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
الشركة وسارت في الطريق المؤدي لسيارات الأجرة حيث تركب هي إحداهم... فوقف أمامها بسيارته واخرج رأسه من النافذة
اركبي
وقفت فداء محلها وهتفت بحنق دون ان تدري هية المتكلم
مين المتخلف ده هو ايه اللي اركبي
أخرج خالد راسه لينظر اليها وقال
لا وكمان لسانك طويل ممم حسابك معايا تقل اوي
لوت فداء فمها بامتعاض
هو انت وانا أقول مين الظريف دا تطلع انت
لا يا شيخة.
تركته فداء وتابعت طريقها ليلحق بها ويقف أمامها ثانية وهو يقول
انا قلتلك اركبي انا مش بكرر كلامي مرتين
انت عايز مني ايه.. اما انسان بارد بصحيح.
عايزك في موضوع مهم بس مش هينفع نتكلم فيه في الشارع كدا اركبي نروح اي مكان هادي
مفيش بينا مواضيع.. وانا مش البنات اياهم اللي تركب مع حد غريب... فلو سمحت وفر محاولاتك دي لحد غيري
بس انا قريب اوي مش هكون غريب
ايه هتكون مۏت وريحتني ولا ايه
فداء متعصبنيش
لا وعلى ايه.. انا اصلا ماشية .. الدنيا مكانتش ناقصاك انت كمان
قالتها وهمت بالرحيل
ليهتف هو بعصبية
انتي يا زفتة اقفي هنا لما اكون بكلمك
استغفر الله العظيم يارب... ها اتكلم قول اللي عندك وقفت اهو اتفضل خلينا نخلص
ممكن اعرف انتي شايفة نفسك على ايه ها
زفرت بحنق وهي تقول
هتقول عايز ايه ولا أمشي
مش هينفع الكلام هنا افهمي.. اركبي يلا
ممم طب اقولها ليك ازاي ... انت ترضاها لأختك مثلا ... ترضى ان اختك تركب عربية شاب غريب لوحدها
ما انتي ما بتفهميش قلتلك قريب اوي مش هكون غريب.
ايوة يعني افهم من كلامك ده ايه
انك هتكوني قريب مراتي مثلا
اممم انت من النوع ده ....بص يا أستاذ ااا... ايا كان اسمك اللي بتفكر فيه ده تنساه
أنا خلاص اتفقت مع باباكي ووافق يبقى انساه ازاي قوليلي
اممم الاتفاق بتاعكم ده تبلوه وتشربوا مايته
وان معملتش ده
يبقى متلومش الا نفسك
فداء انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بهدوء وبأخدك على قد عقلك... اسمعي يا بنت الناس علشان انا خلقي ضيق... احنا خلاص هنتجوز شئتي أم أبيتي هنتجوز... ابوكي وافق يجوزك ليا مقابل الدين اللي عليه... والنهاردة او بكرة بالكتير هجيب المأذون وهاجي نتمم كل حاجة.
اصيبت فداء بالصدمة ووقفت مكانها تحاول استعياب ما فعله أبيها بها وبعدها هتفت پقهر
انت كداب... بابا لا يمكن يعمل فيا كدا... انت اكيد كداب
هحاسبك بعدين على كل غلطاتك دي اما لو مش مصدقة كلامي فبامكانك تكلمي عزت وتتأكدي بنفسك .
قالها ثم انطلق بسيارته مبتعدا عنها وهو يشعر بالحنق الشديد لم يتحمل نعتها له بالكاذب فرحل قبل أن ينالها غضبه واشتعاله
ماشي يا فداء صبرك عليا بس
قالها ثم تابع طريقه للشركة
اما فداء فظلت مكانها تحاول التحكم في صډمتها
لا مش صح اللي بيقوله ....بابا ميعملهاش.
قالتها وحاولت نسيان الأمر برمته وتوجهت إلى حيث سيارة الأجرة لتقلها إلى شقتها.
قاد سيارته وبينما هو في منتصف الطريق... مر ذاك الطيف في باله دون سابق انذار فوقف بسيارته وقال
لا بقا أنا لازم اتأكد بنفسي مش تهيؤات انا متأكد من ده... انا بنفسي هروح اقطع الشك باليقين
قالها ودار بسيارته مرة اخرى الى حيث فيلا خالد
همت لتصعد غرفتها لكن استوقفتها الصورة الكبيرة لوالدها ووالدتها الموضوعة أعلى الحائط والتي تشغل مساحة كبيرة منه
ظلت ترمق الصورة باشتياق شديد
وحشتوني اوي برغم كل حاجة الا انكم سبتم في قلبي فراغ كبير... خالد لوحده مش قادر يملاه من غيركم
قالتها ثم مدت يدها تمسح بها تلك العبرات التي تأبى ألا تهطل بدون توقف
وقفت الدادة ترمقها بحسرة تارة وبقلق من أن تنقلب حالتها سوءا تارة أخرى... تقدمت لأن تقترب منها وتأخذها معها ثانية لأعلى... لكنها سمعتها تتحدث مع الصورة وكأن والديها امامها... فقررت أن تصعد على الفور وتحضر دواءها سريعا.
هتفت ميار وهي شاردة في الصورة تتحدث معهم وكأنهم أمامها
شوفت يا بابا خالد ابنك طلع زيك بالظبط وخليفة ليك في كل حاجة... ساعات بحسه بيحبني وساعات بحسه بيكرهني... تصور بقا يعمل زيك بالظبط بس الفرق حضرتك كنت مانع خروجي من الفيلا انما خالد مانع خروجي من اوضتي حتى... انتوا ليه بتعملوا معايا كدا ليه
انتبهت ميار لصوت يأتي من خلفها... وكان ذلك صوت مهند الذي وقف يطالعها بانبهار شديد وهو يطلق صفيرا معجبا
ايه الجمال ده... انا مشفتش كدا في حياتي.. كان عندي حق لما رجعت تاني... انتي حلوة كدا ازاي يخربيتك.
الټفت ميار إثر ذلك الصوت وما إن أبصرته بأنه أحد أصدقاء أخيها حتى أصيبت بالزعر واختفت الډماء من وجهها
ليهتف مهند مفتونا بجمالها الخلاب
ده شعرك.. تحفة اوي.. يا جمالوا
أصيبت ميار بدوار إثر صډمتها بأن أحدهم رآها... فحاولت لملمت شتات نفسها وانطلقت سريعا نحو المطبخ
شهقت الدادة واضعة يدها على فمها عندما ابصرت هي الأخرى مهند أمامها
يادي المصېبة اللي وقعتي نفسك فيها يا ميار
ليهتف مهند بتسلية واضعا يده في جيبه
لا جمال طبيعي زي ده ميتفوتش أبدا... علشان كدا يا خالد مخبيه ليك لوحدك ومهما اسألك متقولش الحقيقة
لتأتي الدادة وتحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه فخرج صوتها شبه متلعثما
اهلا يا مهند بيه نورت الفيلا... خالد بيه
ظل مهند مشدوها بميار وقال بدون وعي
مين القمر اللي بيطل بالنهار ده
ابتلعت الدادة ريقها وقالت
دد ... دي الشغالة الجديدة يا مهند بيه.
ممم الشغالة قولتيلي..
قالها وظل بصره معلقا على المطبخ ومن بداخله لبعض الوقت ثم سحب نفسه منصرفا
بينما تقف الدادة تتآكل من التوتر والخۏف من أن يعلم خالد بالأمر وما ان رحل مهند حتى توجهت سريعا نحو المطبخ لتجد ميار جالسة على ارضية المطبخ پصدمة... وسامية تحاول اثناءها عن الجلوس على الارض.
وما ان رأت ميار الدادة تدلف اليها حتى هبت من مكانها وانطلقت نحوها تلقي بنفسها بين ذراعيها وقالت
دادة مش هيقول لخالد
صح ... صاحبه مش هيقوله انه شافني
حاولت الدادة طمأنتها رغم انها هي نفسها تخشى عواقب ذلك
ان شاء الله مش هيقول هو ميعرفش انتي مين انا قلتله الشغالة ويارب الحيلة تخيل عليه
وان مقتنعش يا دادة انا كدا روحت في داهية صح ... خالد مش هيعديها مش كدا... دي دي اول مرة اعملها والله العظيم.. وانتي عارفة يا دادة.. بس .. بس هو انا عارفة حظي دايما مش في صفي ولا مرة نصفني... انا .. انا خاېفة اوي
لا هيقتنع ان شاء الله مهند بيه ميعرفش ان خالد عنده اخت من اصله .. ربنا يستر
دادة خليكي جنبي متسبنيش انا مړعوپة من خالد..
شوق بارت ١٢
أنهى كل من عساف وامير طعامهما وهما للمغادرة فاقتربت منهما شوق التي قالت
معاد الغدا الساعة خمسة اتمنى متتأخروش عنيه... ولو مش چايين تدوا عم سيد خبر الله يكرمكم ماشي.
انطلق عساف في طريقه ولم يلقي لها بالا كعادته
لتهتف شوق بغيظ
الواد عساف ديه بده مني كف على وشه يعدله.. ااه ياني ياما نفسي أعملها بس أعمل ايه لغريب بيه ... يلا كل شىء بوقته
أما أمير فقال
موعدكيش والله يا شوق ... مش عارف هاجي ولا لا
أمير الأمر تاچي على الغدا ياض انت ماشي
ضحك أمير وقال
انا يتقلي ياض.. بس تعرفي مقبولة منك والله
أني بضحك معاك يا أمير الأمرا... انت زي أخوي الصاغير