رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
انت وجوز التيران اخواتك... تقوم تأكل برا والأكل اللي بنعمله كل يوم ديه مش حرام اكده
استغرب أمير صنيعها وقال بضيق
ايه يا شوق اللي عملتيه ده
اجابت بصرامة وحزم
اياك تفتح بوءك بكلمة... ده اني لو معايا عصايتي كنت نسلتها على نافوخك... اسمع يا أمير الأمرا أني ميعجبنيش الحال المايل ديه وبحب النظام... وبم اني مديرة البيت هنا يبقى تمشوا على نظامي.
أجابها وهو يتجه نحو الاريكة ويجلس عليها
نظام ايه بس يا شوق اللي بتتكلمي عنه
كادت أن تتحدث شوق
لتسمع مهند يدلف من الباب مناديا على عم سيد
عم سيد فنجان قهوة على الريحة وحالا تكون عندي
لتهتف شوق
حلو كويس ان اخوك جيه دلوك .. عقبال التالت لما ربنا ينتعه بالسلامة ويعاود هو كماني بدري مرة من نفسه
سار مهند مار بهم دون أن يلتف اليهم لتنادي عليه شوق
مهاند بيه ممكن لحظة من وقتك ديه بعد اذنك يعني
بتكلميني انا
هو فيه حد غيرك اهنه اسمه مهاند
مط شفتيه باستياء وقال
عايزة ايه هي مش طالبة عته معايا انا تعبان وعلى اخري
سلامتك يا مهاند علشان اكده راجع بدري تعالى اقعد ارتاح
عايزة ايه يا شوق
وربنا بتكون عسل وانت هادي ومش بتزعق اكده ولا عصبي... تعالى بس اقعد الدار دارك.
جلس مهند بتعب جوار أخيه أمير... وتفاجىء بشوق تقترب منه وتضع يدها على ناصيته تتحسسه
فاستغرب صنيعها
انتي بتعملي ايه انتي اتجرأتي عليا اوي
تجاهلت ما قاله وقالت بجدية
زي ما اتوقعت انت دافي اشوية علشان اكده حاسس ان جسمك همدان ... هروح اخلى عم سيد يعملك عصير فريش ساقع بدل القهوة
انا قلت عايز قهوة
تقول اللي تقوله يا مهاند المهم أني شايفة إيه
هم ليفتح فمه ليقول بتحذير
ششش متجادلش انت تعبان متزودش تعبك ديه
نظر مهند لأخيه امير وقال
دي باينها مچنونة رسمي
ردت شوق
يا سيدي اعتبرني اكده ان كان ديه هيريحك.
قالتها وتوجهت للمطبخ.
أعاد مهند رأسه للخلف مغمضا أعينه بينما قال أمير وهو يلهو في هاتفه
مالك تعبت فجأة ليه ما انا سايبك كويس
مش عارف يا بني ايه اللي حصل
شكلك تقلت العيار حبتين النهاردة
يا اخي هو انا لحقت... ده انا كنت ناوي اخربها النهاردة بس حسيت اني دايخ فجأة فرجعت
عساف عرف انك رجعت على هنا
كلمته وانا راجع في الطريق
وهيسهر لوحده ولا ايه
مش عارف مش هتفرق... وانت رجعت ليه بدري النهاردة
زهقت من اللازقة اللي اسمها بوسي دي.. مش عايز ازعلها وبعملها اللي هي عايزاه بس خنقتني يا مهند وانا مبحبش كدا
علشان انت غبي... مش عارف يلا توقفها عند حدها يا متخلف.. متخليش واحدة تأخد منك الا اللى انت عايزه وبس واللي تزعل تخبط دماغها في الحيط في بدالها بدل الواحدة عشرة... خليك عندك شخصية مفيش واحدة تأثر عليك مهما بلغت درجة جمالها... عارف اني هفضل اعلم فيك وبردو طور مش هتتعلم.
دي صاحبتي يا مهند مش زي البنات اللي انت بتمشي معاهم كل يوم واحدة شكل
كلهم واحد ... وبعدين مفيش حاجة اسمها اصحاب دي كلها صحوبية مزاج ومصالح.. فكك منها.. وهي لو باقية عليك هتتحمل اي اسلوب تعاملها بيه... اسألي انا
غمز له أكير وقال مبتسما
استاذ ومنك بنتعلم
غور يلا من وشي صدعتني
حضرت شوق بكوب العصير لكل من أمير ومهند وهي تقول
لا استنى يا أمير عايزة اتكلم معاكم كلمتين انتم الاتنين... كنت اتمنى عساف يكون موجود بس مش مشكلة تبلغوه انتم .. بسي الأول خدوا اشربوا لعصير ديه
انا مش قلت عايز قهوتي
اشرب ديه بس وبطل غلبة خلي الحرارة تنزل يا دنجوان زمانك انت
نظر لها مهند بامتعاض فقالت لتحسه على الشرب
اشرب اشرب.. معلهش المرة دي اسمع كلامي وبلاش تلصم دماغك داي.
في تلك الأثناء حضر عساف هو الآخر
لتهتف شوق
حلو اهو عساف رجع هو كماني وهيكتمل الاجتماع
تجاهلها عساف وجلس جوار مهند وقال مازحا وهو يضع يده على كتف اخيه
ايه يا برنس اخدت حبة ترامادول زيادة ولا ايه.. تلاقيها هي اللي شلفتتك كدا.
لا معتقدش ما انا علطول باخدها... بس اول مرة ادوخ كدا
يبقى دور برد طيب حيث كدا بسيطة يا ماو.. قوم نام وهتبقى زي الحصان.
قالها ونهض من مكانه ليصعد لغرفته
لتخبط شوق على صدرها وهيتقول بزهول
يالهوي ترامادول... ديه بيعتبروه نوع من المخډرات... مين اللي ضحك عليك وقالك انه مسكن للحرارة
اڼفجر ثلاثتهم في الضحك ليهتف عساف بملل
ايه العبيطة دي... دي متعرفش انك تضحك على بلد بحالها... وان الترامادول ده اقل نوع انت بتأخده.
وضعت شوق يدها على فمها من الصدمة وبعدها قالت
يا وقعة مطينة بطين ... كماني مخډرات خليتوا ايه كماني يا اولاد غريب معملتهوشي .. بتصعبوا عليا المهمة كل مادا ليه .. حرام عليكم
هتف مهند بانزعاج
ششش مش عايز كلام كتير
على رأيك اني هتفاجىء ليه بس ما ديه كل المفروض يكون متوقع اني بس اللي طلعت ساذجة اوي... قصره ... ممكن تتفضل تقعد يا عساف علشان اقول اللي عندي واغور
كاد عساف ان يرفض.. فأشار له مهند بأن يجلس
اقعد واسمعها خلينا نخلص من صداعها ده ..دي زنانة زي دبانة رخمة مش هتبطل وش.
ضحكت شوق ساخرة
تشكر يا مهند والله هم يضحك وهم يبكي... المهم اني حبيت اجمعكم اهنه علشان اقولكم حاجة مهمة
اشار لها عساف بضجر
لخصي ها مش في حصة احنا هنا
اصبر انت اللي بتقاطعني اهو
اشار لها فاتحا يدها لأن تتحدث فقالت
بصوا بقا من النهاردة وبم اني مديرة البيت اهنه فهيكون فيه قوانين اكده ثابته وقوانين تانية متغيرة حسب ظروف كل واحد منيكم... لكن القوانين الثابتة لا يمكن تغيرها او التراجع فيها... وانتم حضراتكم مجبرين على الالتزام بيها... معلش يعني ديه بعض اذنكم علشان نرتاح كلنا اهنه ونريح بعضينا
هتف عساف بحنق
متيجي تمدينا أحسن يمكن تكوني مبسوطة
والله مش هخبي عليك نفسي اعمل اكده فعلا بس سايباها لوقتها اطمن.
نعم ياختي
عساف لو سمحت متقاطعنيش خليني اخلص اللي عندي... دلوك وقت العشا والفطور مش هتحدت فيه ليكم انتم حرية الوقت اللي تحبوا تفطروا وتتعشوا فيه او حتى متكلوشي خالص براحتكم تماما انما وقت الغدا ديه هيكون بمعاد محدد واني قررت الساعة ٥ واظنه مناسب للكل فيكم بناء على دراستي لحالتكم في اليومين اللي فاتم... تمام ممنوع تتأخروا عن المعاد ديه واللي هيجي قبله ملوش أكل ومهما حاول... اما بقا لو قررتوا تتغدوا برا زي النهاردة فياريت واحد فيكم يكلف نفسه بس ربع ثانية ويتصل ع عم سيد يبلغه بده بدل المجهود والأكل اللي بيروح ع الفاضي.
نهض كل من مهند وعساف من مكانهما وقال عساف
خلصتي كل اللي عندك وارتحتي... على شغلك بقا ومشفش وشك قدامي خالص لتاني يوم
ليهتف مهند
سندني يا عساف على فوق
تعالى يا خويا خلفتك ونسيتك انت كمان مش كفاية التهمة اللي بابا بعتها دي
هتفت شوق في نفسها بغيظ بينما تشاهدهم يصعدون لأعلى
وربنا التهمة اللي بتقول عليها دي اترمى عليها ٣ بلاوى من حيث لا تدري.. ربنا يعيني ويصبرني على ما بلايا.
نظرت لامير الذي يلهو في هاتفه وعل ما يبدو انه لم يكن يستمع لما قالته
وانت يا أمير
مش هتقوم على اوضتك انت كمان
رقع أمير رأسه إليها
ها بتقولي حاجة يا