رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
إلى إحدى الأرائك وهو يقول بعدم استيعاب
مياار انتي اټجننتي ايه اللي عملتيه ده
أجابته بعدما أطلقت ضحكة رنانة أقسم فيها خالد أنها ان لم تكن تحت تأثير الكحول لكان كتم أنفاسها على إثرها
وردت هي
ايه يا خلودي عملت ايه ايه يعني رفهت عن نفسي شوية زي ما بتعمل وشربتلي كاسين زي بردو ما بتعمل إيه المشكلة في كدا قولي ... ليه مسبتنيش أرقص شوية يا أخي.
لطمة شديدة نزلت على خدها الرقيق الأبيض لتصرخ هي على إثرها فتفيق قليلا من سكرها لتأتي الدادة سريعا وتقف حائلا بينه وبين ميار
ااا.. خالد بيه ايه اللي حضرتك عملته ده... ددد....
هدر خالد بعصبية مفطرة
ايه عملت ايه الانسة المبجلة جايبها من كباريه تصوري لولا ان السواق قالي ولحقتها بسرعة الله أعلم ايه اللي كان ممكن يحصل أكتر والانسة مش في وعيها كنتي عايزاني استنى يا دادة لما تجيبلي وتجيب لنفسها مصېبة يا دادة
هتفت ميار ساخرة وما زالت رأسها تذهب وتجىء بغير تحكم فيها من شدة الخدر الذي أصابها
ما انت بتعمل أفظع من كدا هي يعني جت عليا... ولا انت مفكر يا خالد اني نايمة على وداني ومش عارفة بعمايلك... ولا انت عايز تحلل لنفسك وتحرمه عليا أنا... الحرام والحلال بين يا خالد ولو حرام عليا يبقى حرام عليك انت كمان
قالت ذلك ثم سقطت على الريكة بتعب وغطت في نوم عميق.
ليحملها خالد إلى غرفتها ويضعها على فراشها ومن ثم يدثرها جيدا وبعدها قال للدادة بلهجة آمرة وحزن ملأ قلبه
ميااار ممنوع من النهاردة تخطى عتبة اوضتها يا دادة... ولو ده حصل في يوم من الايام هيكون عقابك انتي وهي عسير.
فاق خالد من شروده ودمعاته تهبط على وجنته بشجن شديد وأسف على أخته.. ظنت الدادة أن چروح يده تؤلمه لهذا يبكي بصمت وهي لا تعلم أن قلبه ېصرخ ۏجعا
أجيبلك مسكن يابني.
نظر تجاهها وحرك رأسه بالنفي ومن ثم نهض من مكانه وقال وعينه على اخته
عينك عليها يا دادة وبعد كدا الأكل والسوايل في أي نوع تاني غير الازاز ممنوع الازاز يدخل اوضتها بأي شكل من الأشكال...اقولك خليكي مقيمة معاها اربعة وعشرين ساعة يا دادة هنا متسبيهاش لحظة
حاضر يا خالد بيهمش هخليها تغفل عن عيني اطمن.
القى خالد نظرة بائسة أخيرة على أخته وانطلق خارجا وما إن خرجت من غرفة أخته حتى نظر في ساعة يده ليجده أنه الموعد الذي حدده لعزت لمقابلته وتنفيذ خطتته التالية.
هتفت بفرحة وهي تضع الهاتف على أذنها
شوق متعرفيش مكالمتك دي جت في وقتها ازاي... انا فعلا كنت محتاجة حد زيك في الوقت ده
القلوب عند بعضيها ياحبيبتي.. مش عارفة حسيت إني عايزة أكلمك واسمع صوتك أطمن عليكي... انتي كويسه يا فداء
بصراحة يا شوق ومش هخبي عليكي لا... انا قلبي انفتحلك جدا.. رغم اننا منعرفش بعض غير النهاردة ورغم اننا منعرفش عن بعض حاجة بس حاسة بالارتياح ليكي اوي انا تعبانة
مالك يا فداء فضفضي... يمكن الفضفضة لحد غريب بعيد عنينكي يريحك شوية ... فيكي ايه
بابا يا شوق مبهدل حاله وتعابني معاه انا تعبت جدا يا شوق مبقتش قادرة اتحمل
مالهم اكده ابهات اليومين دول حالهم اتقلب كدا ليه .. وبدل ما يزيحوا الهم عن عيالهم بقوا هما مصدر الهم ليهم ولا حول ولا قوة الا بالله
معاكي حق يا شوق انا والله مبقتش قادرة اتحمل اللي بيحصل
لا اجمدي اكده يا بت وخليكي قوية بس قوليلي في ايه اني مش فاهمة حاجة
بابا يا شوق مدمن قمار لحد ما خسر كل حاجة وبقينا ع الحديدة حتى عربيتي اخدها مني علشان باع عربيته يسد بيها دينه اللي خسره ف القماړ اتكلمت معاه كتير جدا لكن كله في الهوا ولا كأني بقله حاجة
يوه يوه يوه... هي حصلت للقمار ربنا يعافينا ويعفو عنا... ده ايه النيلة داي... يا حبيبتي يا بنتي.. وانتي بتعملي ايه بتأكلي وتشربي منين دلوك من فلوس حرام
ربنا قال في كتابه الكريم
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
لا اطمني يا شوق انا ليا شغلي الخاص بيا والحمد لله مش معتمدة على بابا في مصاريفي من زمان بس اللي هو فيه تاعبني اوي يا شوق بابا اتغير مكانش كدا... حاله اتقلب بعد ما كان عنده شركة وفيلا وحياته مستقرة ماديا بقا دلوقتي مديون وشركته اتصفت ده غير نفسيته اللي بقت تحت الصفر أنا معنديش غير بابا في الدنيا ديه... مش هتحمل زعله يا شوق... مش هتحمل يجراله حاجة
يا حبيبتي هوني عليكي... ابوكي مهواش صغير يعني عارف كويس هو بيعمال ايه... وانتي بتقولي غلبتي معاه ومفيش فايدة... يبقى الحل انك تسبيه لحد ما يتقرص ويتلسع أكتر وساعتها هيقول ان الله حق ويرجع عن اللي بيعمله
مش هتحمل انتظر لما اشوفه بيتلسع أكتر يا شوق ده بابا
وربنا عارفة انه هيكون صعب عليكي بس اتحملي وادعيله ربنا يهديه .. الدعاء كفيل انه يغير القدر ..متزعليش نفسك يا حبيبتي والانسان ياما بيغلط وان شاء الله ابوكي يفوق لنفسه في اقرب وقت بس انتي قولي يارب
وبعدها رددت شوق تلك الابيات
فصبرا فليس الأجر إلا لصابر على الدهر إن الدهر لم يخل من خطب.
يارب ياشوق يارب... دعواتك
عيوني التنين حاضر
متحرمش منك يا شوق
على ايه يا بنتي ... انا لا حليت ولا ربط ولا بعرف اركب لمبة حتى
كلامي معاكي بيريحني بحس اني بحكي لحد فاهمني وحاسس بيا
مش بقولك يا بت احيانا بنحتاج لحد غريب نفضفض ليه يمكن نرتاح من اللي احنا فيه شوية ...قولي الحمد لله على كل حال
الحمد لله دائما وأبدا... مش هتقوليلي بقا ايه اللي تاعبك انتي كمان.. حاسة ان في قلبك هم كبير ومخبياه
سيبيه مدفون يا فداء لو طلع هتعب وهتظهر أثاره
بس انتي كدا بتتعبي أكتر
في الوقت المناسب هقولك كل حاجة لما أحس إني فاض بيا ... اني دلوك عندي هبابة تحمل لما تروح هميل عليكي متقلقيش
ربنا يصلح حالك يا شوق.
في تلك اللحظة استمعت شوق لصوت سيارة أخيها أمير فقالت
طب اقفلي دلوك وهبقى اكلمك بعدين يا فداء لأحسن ده بينه الواد أمير رچع واني ناوياله
استغربت فداء وقالت
واد أمير مين
هبقى احكيلك سلام دلوك يا قمر.. وصيتي ليكي للنهاردة متفوتيش قيام الليل ففيها بتتحصل الطمأنية والرضا... ربنا يطمن قلبك
اغلقت الهاتف وتوجهت سريعا نحو الباب لتقابل أمير عند عودته
وما إن رأته يدلف من باب الفيلا حتى ابصرته بضيق وقالت بنبرة حانقة
حمدا لله على السلامة يا أمير الأمرا
اهلا شوق ازيك
يا ولا كنك لسه فاكر تسألني كيفي...ليه معتردش على اتصالاتي يا ولا ... قلقتني عليك ودماغي بأت تودي وتج
چيب
انا كويس اطمني... كل الحكاية اني خرجت مع الشلة ونسيتك خالص والله سوري بقا يا شوق... ها قوليلي جيتي ازاي
شلة الندامة يا خويا اللي تخرج معاها وتنسى نفسك دي... وطبعا اتغديت معاهم برا
ده شىء أكيد
مدت شوق يدها وضړبته على ذراعه
نعم
يا خويا اشحال ما انا قايلالك اني هعملك أكل هيعجبك