رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
شوق
بقول جتها نيلة اللي عايزة خلف يا ضنيا...كنك مسمعتش ولا كلمة من اللي قلتها
هو انتي قلتي حاجة يا شوق
قوم يا أمير الأمرا قوم بدل ما أخلي البلغة اللي في رجلي تتكلم ابدالي.. قال قلتي حاجة قال
يا بنتي سمعتك... بس بسأل قلني حاجة بعدها
ياخويا قلت زي ما قلتش... قوم قوم والله انتوا هتعجزوني بدري بدري... اه يانا يامه... اتيتمت من بعدك يا حبيبتي... غريبة انتي يا حياة... بتاخدي مننا ناس كانوا لينا حياتنا... وبتعطينا ناس مصرين انهم يعطبوا حياتنا ويچيلوا أچلنا ..الحمد لله على كل حال.
في تمام الساعة السادسة كان عزت يقف ينظر في ساعة يده ينظر قدوم خالد الذي أخبره انه سينتظره في هذا المكان... في أحد الكافيهات التي يرتادها خالد باستمرار
انتظره عزت لأكثر من ساعة تعمد فيها خالد التأخير واستغلها هو في دراسة الملف الذي احضره له أحد رجاله وفيه كل المعلومات التي يريدها عن فداء وبعدها جاء وقال بمكر
سوري اتأخرت عليك
كان عزت يتآكل من الغيظ لكنه أخفى ذلك ومد يده ليسلم بها على خالد
لا أبدا يا خالد بيه ولا يهمك
تمام اقعد اتفضل
جلس عزت منتظرا من خالد ان يتحدث لكنه لم يفعل فقال هو
خالد بيه كنت قلت ان عندك حل بالنسبة للشيك يعني بتاعي.
انت هتقدر تدفعه كاش وحالا
وقبل ان يرد عزت او ان يفتح فمه حتى قال خالد
مأظنش ولا حتى بعد شهر من دلوقتي.
ازدرد عزت ريقه وقال
بس بس انا ناوي ادفعهم اكيد يا خالد بيه ومتأكد انك كريم وهتصبر عليا مش كدا
طبعا عنيا ليك يا عزت بيه اومال ايه
اتسعت ابتسامة عزت
ليهتف خالد بينما يعود بظهره للخلف واضعا قدما فوق الاخرى
مستعد اتنازل عنهم تماما ... بس بشرط
بجد يا خالد بيه... بس شرررط ششرط ايه
بنتك فداء... عايز اتجوزها قلت ايه.
لم يعطي عزت لنفسه الفرصة للتفكير وقال ببابتسامة منفرجة
موافق طبعا ولو هجوزهالك حالا انا مستعد.
ليرمقه خالد بمكر ويبتسم في تسلية
حلو جيبهالي حالا
واراكم البارت القادم
بإذن الله
في امان الله أسماء عبد الهادي
شوق ١٠
أسماء عبد الهادي
احتار عزت من سرعة طلب خالد لابنته فداء بهذا الشكل لكنه على اي حال لم يتكلم فكيف يعترض وهو سيتخلص من ذلك الدين الذي يؤرق وجدانه فمثل خالد لا يتهاون أبدا في حقه وبالرغم من صغر سنه الا انه لا يتهاون أبدا مع أحدهم... وفي عمله صارم لأقصى حد.
ليهتف خالد قائلا بعد تفكير ارتاح اليه باله
ولا أقولك سيبلي انا موضوع فداء وانا هفاتحها بنفسي متكلمهاش في حاجة الا لما أطلب منك ده
اللي تشوفه يا خالد بيه المهم انك تقطع الشيك اللي عليا ليك.
تحدث خالد بغموض
اليوم اللي هكتب فيه كتابي على بنتك هقطعه قدامك.
انشرح صدر عزت كثيرا لسماعه هذا الأمر وهنا جاء النادل وأنزل المشروبات ... فأمسك عزت كأسه بفرحة وشربه دفعة واحدة.
بينما شرد فيه خالد بانزعاج لبيعه لابنته هكذا بتلك السهولة
وعندما انتهى عزت من كأسه ونظر تجاه خالد وجده ينظر اليه بنظرات غريبة فرمقه بتساؤل
ليهتف خالد وهو على نفس شروده
ليه
ليه ايه يا خالد بيه
ليه وافقت بالسرعة دي ده انت حتى مقلتليش لما تأخد رأي بنتك الاول ممكن متوافقش
ومتوافقش ليه هو انت حد يترفض يا خالد بيه... هي تحلم تلاقي ضفرك.. هتوافق هتوافق متشلش هم الموضوع ده
لا زي ما قلتلك أنا اللي هفاتحها
زي ما تحب يا خالد بيه
نهض خالد من مكانه بغية أن يغادر... ليهتف عزت بتساؤل
على فين يا خالد بيه مش هنتعشى بالمناسبة السعيدة دي
لا اتعشى انت لو عايز
رمقه عزت بتوتر... ففهم خالد أنه لا يملك المال الكافي فابتسم ساخرا على الحالة الذي وصل اليها
متقلقش أنا اللي هحاسب تقدر تطلب اللي انت عايزة
كلك كرم وواجب يا خالد بيه.
في صباح اليوم التالي
استيقظ مهند من نومه في حوالي الساعة العاشرة صباحا وذلك لأنه نام مبكرا في الليلة الماضية بسبب تعبه أخذ حماما باردا وتأنق في ملابسه ونثر عطره المميز ومشط شعره بطريقة آخاذة وبعدها توجه للأسفل وهو يشعر بالجوع الشديد
كانت شوق تجلس بالأسفل على إحدى الأرائك وتفتح شاشة التلفاز على القرآن الكريم... تنصت له جيدا وتسترجع معه ما تحفظه من سور وآيات مباركة وبعدما انتهت من مراجعتها لهذا اليوم وهمت لتنهض من مكانها على رنين هاتفها فتوقعت ان المتصلة هي فداء لكنها كانت آيات تلك البنت الطيبة من بلدتها الصغيرة فتلقائيا ابتسمت شوق وردت عل الاتصال
السلام عليكم والله اتوحشتك اوي يا بت يا آيات.. عاملة ايه يا بت وازي حالك
وعليكم السلام والله وانتي كمان يا أبلة شوق أني كويسة الحمد لله ازيك انتي يا ابلة
بخير يا بت طالما انك بخير وكل أهل البلد طمنيني عليكم كلياتكم
ماشي حالنا الحمد لله يا أبلة متشاقين ليكي ولحسك في البلد هو احنا نقدرو نستغنى عنيكي يا أبلة
يا اختي ان شالله يخليكم ويباركلي فيكم... ها قوليلي يا بت عملتي ايه في التقديم للجامعة... دي بدأت من فترة
ايوة يا أبلة ما اني كنت بكلمك علشان إكده... أني قدمت كله على النت وفاضل بس أجي إهنه ادفع المصاريف وأقدم ورقي وأشوف المطلوب ايه
طب يا قلبي على البركة انتي هتاجي لوحدك يا بت يا آيات ولا ايه
لا هاچي مع كم بنت من إهنه وأبوي كمان چاي معاي علشان يطمن علي ويشوف هسكن فين
طيب يا قلبي اول ما تاچي وانتي في الطريق قربتي من اهنه اديني رنة وأنا هاجي ليكم على هناك أقف معاكي يمكن تحتاجي حاچة
بس يا أبلة أني مش عايزة اعطلك او اشغلك إمعايا
بس يا بت لأحسن اديكي بالبلغة على نافوخك أطيرك.. تشغليني ديه إيه..
هو اني بحبك من شوية يا أبلة شوق.
انتي اختي يا بت يا آيات وأني أعرف في الجامعة إهنه أكتر منيكم ربنا ييسرلك الحال قبلتي في صيدلة مش إكده يا بت
ايوة الحمد لله يا أبلة شوق... بس أني خاېفة جوي الدراسة بدأت من فترة طويلة واكيد فاتنى حاچات كاتير
تخافيش يا بت انتي قدها وقدود أني واثقة فيكي وفي قدراتك استعيني بالله أكده وتفائلي خير وكله هيبقى عال العال كماني
ان شاء الله يا أبلة ربنا ما يحرمني منيكي ومن وقوفك چنبي .. يلا هقفل بقا علشان تشوفي حالك.
اقفلي يا حبيبتي وشوفي انتي كمان ايه اللي لازمك علشان السفر بكرة.. وابقي سلميلي على أمك يا بت وكل أهل البلد نفر نفر
الله يسلمك يا ابلة يوصل.
أنهت شوق الاتصال... لتسمع مهند أخيها يهبط الدرج وينادي على العم سيد
سيد حضرلي فطاري وقهوتي بسرعة
حضر العم سيد على الفور ووقف أمامه وقال
حاضر يا مهند بيه هيكون جاهز حالا.
انصرف سيد ليفزع مهند مكانه إثر زغرودة أطلقتها شوق في غفلة من مهند وهي تقول بعدها
لولولولوي ايه ديه يا ناس أني مش مصدقة نفسيمهاند بيه بذات نفسيه صاحي بدري اكده .. لاه لاه أني أكيد بحلم من إكده...حد يقرصني يا ناس
هتف مهند بانزعاج وهو يقول بعدما هدأ قليلا من فزعه
يخربيتك يا شيخة
قطعتيلي الخلف منك لله ايه اللي انتي عملتيه ده يا متخلفة
ايه يا مهاند مش