الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 19 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

حالهاهى لا تستطيع تحمل كلامه الذي يصيب قلبها بأسهم تخترق قلبها بلا هوادة ولا رحمة 

تحركت من مكانها لتفتح الباب ومن ثم قالت لتعلم من الطارق

ايوة مين

لتسمع أبيها يقول

افتحى يا فداء

اتسعت ابتسامة فداء وهي تقول بفرحة لأن أبيها جاءها أخيرا ليجلس معها لبعض الوقت وفتحت على الفور

بابا حمدا لله على السلامة.

دلف أبيها وهو يقول بوجه مقتضب

الله يسلمك... هاتيلي حاجة ساقعة اشربها بسرعة

قالت بفرح 

بس كدا عيوني لحضرتك يا بابا.

غابت قليلا في المطبخ ومن ثم عادت بكأس من عصير المانجو المثلج وقدمته لوالدها

اتفضل يا بابا العصير

تناوله منها وشربه بهدوء

لتجلس هي في مقابلة أبيها وبعدما انهى كأسه قالت فداء

بالعافية على قلبك يا بابا تحب اجيب لحضرتك كوباية كمان.

لا جيبيلي مفاتيح عربيتك

هو حضرتك عايز تروح بيها مشوار ولا ايه عربية حضرتك بتتصلح أكيد!

لا بعتها وهأخد بتاعتك مكانها

امتعض وجه فداء وعرفت سبب زيارة أبيها المفاجأة هو جاء ليأخذ سيارتها لا غير

فقالت بحذر وقلبها مرتاب

حضرتك عايز العربية في مشوار وهترجعها تاني مش كدا

لا طبعا هأخدها ليا أومال يعني أركب مواصلات

طب وانا 

انتي ايه 

هروح شغلي ازاي حضرتك عارف ان شغلي بعيد عن بيت تيتا هنا وكداا هتبهدل في المواصلات

لا اتبهدل انا علشان تكوني مبسوطة

يا بابا ما حضرتك عربيتك كانت موجودة ليه بعتها

احتجت فلوسها يا فداء فبعتها ايه المشكلة هأخد عربيتك لحد لما أجيب غيرها

يا بابا هو احنا مش هنفضنا بقا من اللعبة دي حضرتك تقريبا خسړت كل فلوسك بالشكل ده

ايوة وبعد ما خسړت عايزاني اقعد كدا اندب حظى مش لازم اعوض الخسارة دي

يا بابا ده باب شړ ونقمة على صاحبه من يوم ما حضرتك بدأتها وهي ما جابتش لحياتنا الا الخړاب وبس .. بالله عليك الحق نفسك وبطلها خلي حياتنا تنصلح

نهض من مكانه وقال بلهجة آمرة 

فداء هاتي مفاتيح عربيتك اخلصي ورايا مشوار مهم الساعة ستة.

لم تعرف ماذا تفعلولم يكن لديها حيلة سوى انها تتخلى عن سيارتها لأبيها

فتحركت من مكانها وأحضرت المفاتيح من حقيبتها وعادت لأبيها وهي تقول

أهي المفاتيح يا بابا بس بالله عليك بلاش تبيعها هي كمان

ربنا يسهل سلام

طب اقعد حضرتك نتعشى مع بعض

بقولك عندي معاد مهم

قالها وغادر سريعا.

لتجلس فداء مكانها تغلي من الغيظ وتتنهد بضجر... وشعرت أنها تغلي من الداخل

يارب يارب يبطل الزفت دا بقا انا تعبت معاه.

وفي أثناء ذلك الهم الذي يعتلي قلبها على رنين هاتفها

فنهضت من مكانها بتكاثل لكي تحضره وهي تبرطم بغم

وده مين ده كمان لو طلع حد بيستعجلني على الشغل ههب في وشه أنا مش ناقصة

التقطت هاتفها من على فراشها وما ان ابصرت اسم المتصل حتى اتسعت ابتسامتها وهتفت بسعادة

شوق.

ظلت مكانها تنظر لأخيها بينما يصعد الدرج على عجل وهى لا تستطيع التحرك من مكانها قيد أنملة لكن ما ان اقترب منها حتى اطلقت لساقيها العنان وكادت أن تفر هاربه لولا ذراعه الذي أمسك بذراعها بحدة وقال وهو يكز على أسنانه

تعالي هنا ممكن اعرف انتي كنتي بتعملي ايه

لتهتف هي بعدما ازدردت ريقها

مممم ... مكنتش بعمل حاجة أنا كنت.. كنت ... انا رايحة على اوضتي يا خالد سيبني من فضلك

عايزة تعصي اوامري يا ميار انتي مفيش فايدة فيكي.

نسيت خۏفها منه واستدارت اليه قائلة پغضب

انا تعبت منك ومن اوامرك دي انا عملت ايه يعني لكل ده هو انا الوحيدة اللي في العالم اللي غلطت يعني ما انت كمان غلطت وبتغلط وهتغلط... عارف ليه علشان احنا بشړ ومش معصومين من الغلط يا خالد .. انا غلطت وعارفة ومتعرفة... لكن مش هقضى بقية حياتي بكفر عن غلطتي دي... المۏت عندي أهون من اللي بتعمله ده... انا مش هعيش بعد النهاردة لحظة واحدة

قالت ذلك وحاولت التحرك من أمامه بغية تنفيذ رغبتها في الاڼتحار

لتصيح الدادة بصړاخ مزعور وهي ترى ميار تتوجه لغرفتها وتبحث في أشياءها عن أي شىء حاد فلم تجد وذلك لأن خالد قد ألقى تحذيرات مشددة عل الدادة بألا تترك أي شىء حاد في غرفة ميار ولا في غرفة المربية المجاور لغرفة ميار.

فوقفت في منتصف الغرفة تدور حول نفسها كالمچنونة لا تدري ماذا تفعل

ليستند خالد بجسده على باب الغرفة ويقول ببرود

خلصتي وصلة العصبية بتاعت كل فترة دي ولا لسه

لتلتف اليه ميار وهي في قمة هياجها 

 خاااالد أنا بكرهك بكرهك يا خالد

قالتها ثم وقعت أعينها على كوب الماء خاصتها فأمسكت به وفكرت في كسرها لټجرح نفسها بها.

ليتخلى خالد عن صمته وهدوءه ويصيح بوعيد

ميااار اياكي تفكري

لكن ميار لم تستمع له وامسكت بالكوب وكسرته بالفعل ليتناثر الزجاج على يدها وعلى الأرض فيخرج الډم مع اطراف أصابعها إثر الزجاج المتناثر

في بكرة غدا بارت كمان بإذن الله 

انتظروني واتمنى دعم اكتر

أسماء عبد الهادي

البارت٩

شوق 

أسماء عبد الهادي

في لحظة متهورة أصابتها فقدت فيها عقلها وتفكيرها بسبب ڠضبها الأعمى همت ميار...أن تقرب تلك الأطراف الحادة المدببة من شرايين أيديها فتنهي حياتها في غمضة عين إلا أن خالد كان أسرع منها في تلك اللحظة وأسرع ممسكا بتلك الزجاجة التي في يدها غير مبالي پألم يده ولا بأنه يقبض على زجاج قد غرز أطرافه القاطعة في يده المهم عنده أن ينقذ أخته من المۏت المحتم أخذ الزجاج وألقاه بعيدا عن متناول ايدي أخته

مد يده السليمة ليمسك بيد أخته ليرى ما أصابها پخوف ولهفة شديدة

ميار... ايدك بټوجعك... الاسعافات بسرعة يا دادة 

ما ان ابصرت ميار يد أخيها ټنزف حتى صړخت عاليا فهي لم تستطع تحمل أنها كانت سببا في جرحه او في ايلامه ابدا 

فقالت وهي تصرخ

خالد لا أنا اسفة اوي مش قصدي اجرحك .. لاااااا.

قالتها ودخلت في نوبة عصبية لم تهدأ منها الا بعد أن اعطتها الدادة دواءها فغطت في نوم عميق.

أما خالد فظل يرمق أخته بتحسر على حالها وما آلت إليه أمورها من تهور في حالتها النفسية بشكل كبير وهو العاجز الذي لا يستطيع أن يفعل شيئا حيال الأمر... حتى أنه من شدة بؤسه أحس أنه كالغريق الذي لا يجد طوق نجاة لم يشعر أبدا بيده التي ټنزف بشدة من أكثر من مكان ولم يفق من شروده في أخته الا على تحسس المربية على يده بحنان في محاولة منها لتضميد جروجه ولفهما بشاش طبي لمنع الڼزيف 

أبصرها خالد تلف يده بالضمادة وبدا مستسلما لما تفعله تماما وكأنه في وادي آخر تماما يجلس على الكرسي المقابل لسرير أخته الغافلة في نومها ويشرد فيما حدث منذ فترة ليست بالبعيدة وتحديدا بعد ۏفاة والديهما في حاډث مروري أليم

فلاش باااك

رآها في مكان أقل ما يقال عنه أنه غرزة للمدمنين والحشاشين

تقف على أحدى الطاولات وتتمايل بجسدها بحركات تبدو كالرقص لكنها عابثة بسبب ما تعاطته من مشروبات أذهبت عقلها وجعلته في غفلة ...وأعين الرجال كلها جميعا عليها ويشجعونها على الاستمرار عل. ما تفعله ناظرين لجسدها بتلذذ وخاصة مع هذا الثوب المثير الغير لائق التي كانت ترتديه

اقترب منها سريعا وأمسك ذراعها وجرها خلفه بحدة شديدة وأعين تشع چحيما من فعلتها بينما هي

 

تتهادى في مشيتها معه

وعندما وصلا للفيلا دفعها بحدة

 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 148 صفحات