رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
المايل ديه الأكل لازم يكون بمواعيد ثابتة والبيت ده لازم يكون ليه نظام مش طالعين خارجين من غير ظابط ولا رابط.
كده هتتعبي يا شوق مش دول اللي حد ممكن يتحكم فيهم أو يقلهم يعملوا ايه او ميعملوش ايه... ده حتى غريب بيه مش بيقدر عليهم.
زفرت شوق بحنق
معاك حق يا عم سيد... أني هقوم أجيب المحمول أكلم أمير الأمر أشوفه راح فين... ديه حتى مكلمنيش يشوف رجعت من السوق ولا لا.
أبصرها العم سيد بإشفاق لأنها تعشمت فيه أكثر من اللازم
مترفعيش سقف توقعاتك معاهم يا شوق هتتعبي يا بنتي صدقيني
معلهش يا عم سيد اتعب دلوك علشان كلنا نرتاح بعدين او أتمنى ذلك ولو اني عارفة ان مفيش راحة إهنه.. راحتي هتكون في بلدي وسط عيلتي الحقيقية
ربنا ييسر لك أمرك يا بنتي.
ان شالله يخليلك عيالك يا راجل يا طيب انت
بعد ذلك توجهت شوق إلى غرفتها وأمسكت بهاتفها واتصلت بأمير الذي كان يجلس وسط أصدقاءه في أحد النوادي الرياضية
وما إن أتاه الاتصال من شوق رفع الهاتف ليبصر المتصل وعندما وجدها شوق قال
اوبا ده انا نسيتها خالص
لتهتف تلك التي تضع يدها على كتفه وتقول بدلال
ودي مين بقا يا ميرو إنت مخبي عني ايه
لا يا بيبي دي مديرة الفيلا عندنا كلمتني كتير وانا نسيت اكلمها خالص... استنى هرد وهرجعلك
لا سيبك منها يا أمير مديرة فيلا ايه اللي هتسيبنا وترد عليها هتكون عايزة ايه يعني غير انها طالبة فلوس زيادة او هتشتكي من ان الوضع متعب عليها كلهم فظاع ويقرفوا اصلا
لا لا شوق مش كدا أصلا دي حاجة كدا مخ....
قاطعت كلامه وهي تقول بحنق
ايه يا ميرو انت عايز تزعلني منك ولا ايه.
وضع أمير يده على زر انهاء الاتصال وقال وهو ينظر للفتاة بهيام
لا طبعا يا بوسي هو انا أقدر أزعل الجميل ده مني.
نهضت من مكانها وقالت بتدلل
طيب إن كنت عايز تصالحني قوم تعالى نتمشى بالعربية وبعدها ندخل سينما
لم يستطع رفض طلبها ونهض معها مشتبكا يده في يدها.
لتهتف فتاة أخرى
على فين يا أندال لوحدكم كدا من غير ما تعرفونا.
لتهتف بوسي بخيلاء
أنا وميرو عايزين نقضي وقت مع بعضينا لوحدنا شوية بعيد عن دوشة الشلة.
لتهتف الفتاة الأخرى باستياء
يا سلام.
ليهتف أمير بحذر لأنه لا يريد أن يغضب الفتاة الأخرى
معلش المرة دي يا بيرو ايام سوري.
لتعيد بيرو ظهرها للخلف وتقول بينما تعقد ستعديها أمام صدرها
اوف.
عاودت شوق الاتصال مرة أخرى وهي تقول بحنق بينما القلق بدأ يتسرب إلى قلبها خوفا على أخيها
اوف ده مش بيرد ليه لازم يقلق قلبي عليه يعني... رد يا ابن غرييييب.
وعندما يأست من رده ألقت الهاتف من يدها وتوجهت إلى مصحفها وأمسكته برفق بين ذراعيها ومن ثم توجهت تجاه الشرفة وبدأت تتلو أيات القرآن الكريم.. لتريح قلبها من الهم الذي يعتلي قلبها.
أما تلك التي عادت الى شقتها وبدلت ملابسها وصلت فرضها توجهت إلى حيث المطبخ وأخرجت مشترواتها هي الأخرى وبدأت في إعداد طعام غداءها الذي يكفيها لعدة أيام حتى لا تطهو يوميا وهي التي ليس لديها الوقت الكافي لذلك
فهي قررت أن تعمل لفترتين في اليوم في الصباح تذهب للشركة التي تعمل بها وفي المساء تكمل عملها من خلال الانترنت اون لاين من شقتها فهي فكرت في هذا لتحسن من ډخلها اولا ولكي تضيع ذلك الوقت القاټل التي تقضيه وحدها بين جدران المنزل الذي رحل عنه ساكنيه الذي كانوا يسكنون قلبها ويرافقون روحها.
وضعت فداء الطعام على الطاولة وتنهدت بقلة حيلة وبدأت تأكل الطعام من غير شهية تذكر ولكن وفجأة وبدون أي مقدمات ظهرت شوق بأفعالها وتصرفاتها في مخيلتها فابتسمت تلقائيا
ياريت كان عندي يا شوق ربع اليقين والرضا اللي عندك الحمد لله على كل حال.
أنهت طعامها وحملت الأطباق التي لم تفرغ محتوياتها في لم تنهي طبقها بالكامل ووضعت المتبقي منه في المبرد ومن ثم قامت بتنظيف المطبخ والاطباق من آثار الطهي ثم توجهت لغرفتها وجلست على فراشها ووضعت جهاز الحاسوب المحمول على قدمها لتباشر عملها لكنها شعرت بالملل فوضعته جانبا ونهضت من مكانها حيث الشرفة لتستنشق بعض الهواء لتسمع صوت جرس الباب لتضيق أعينها في استغراب من ذا الذي يزورها الآن ومن هويته فهي لا تنتظر أحدهم ولا تتوقع أن يزورها أحد من الأساس فقليل من يعرفونها في هذه المنطقة السكنية.
ركضت خلفها لتثتيها عما تود فعله وهي تقول
يا بنتي ارجوك انا بحاول اقنعك من امبارح متنهيش قلبي يا ميار بالله عليكي.
قالت بتصميم وهي تتحرك خارج غرفتها عازمة على أن تفعل ما نوته
لا يا دادة أنا خلاص تعبت أنا هنزل يعني هنزل انتوا ليه محسسني اني هعمل چريمة أنا مش بقول هخرج برا الفيلا أنا هنزل تحت يا ناس هنزل تحت بس افهموا بقا... والله حرام عليكم
هتفت الدادة باشفاق وبؤس
يا بنتي انا خاېفة خالد اخوكي يقلب عليكي وانتي عارفاه لما بيقلب بيكون عامل ازاي.
لا يا دادة أنا مش هخاف مش هخاف من خالد تاني مش كفاية كل يوم يخرج ويقضي وقته براحته ويعيش حياته وانا محپوسه هنا ده حتى امبارح بعد ما كان هيقضي الوقت معايا اول ما جه أصحابه الرخمين دول نساني وراح معاهم ولا كأني حد مهم في حياته.
لا طبعا يا ميار انتي مهمة اوي في حياة خالد يمكن انتي الحاجة الحلوة في حياته كلها وانتي عارفة هو بيحبك قد ايه
قالت ميار والدمعات تتلألأ في اعينها
لا يا دادة مبقاش يحبني انا مبقتش شايفة حبه ده أبدا.. أنا نازلة يعني نازلة
أمسكت الدادة ذراعها لتمنعها لتبعده ميار عنها پعنف وتتوجه مباشرة تجاه الدرج لتهبط درجة واحدة منه وكادت أن تهبط الدرجة الثانية لتجد خالد أخيها أمامها بالأسفل
متى عاد هو وكيف لم تلحظه حتى تسمرت قدماها مكانها وانتفض قلبها بزعر وهي تسمعه يصيح فيها هادرا
ميااااار
دلف غرفتها دون أن يطرق الباب وقال بحدة لتنتفض توبا مكانها بفزع من دخوله الفاجىء وترفع بصره نحو
ليهتف هو بنبرة ساخطة
خمس دقايق وألاقيكي لبستي علشان نازلين الجيم
أدارت وجهها الناحية الأخرى وقالت بصوت خفيض بائس
مش نازلة معتش رايحة الجيم بتاعك ده تاني
وقف أمامها بحنق وهو يقول حانقا
يعني ايه ان شاء الله أنا صبرت عليكي امبارح وعملت حساب لأمك وطنشت اليوم ده لكن من النهاردة مش هتفوتي يوم واحد يا توبا وهتخسي يعني هتخسي.
أنا مش عايزة أخس ملكش دعوة بيا خليك في نفسك وبس يا بركات انا مبسوطة كدا
بس أنا مش مبسوط بالكرومبة اللي قدامي دي ومش راضي بيها أبدا
يا اخي وانت مالك بيا هو اما اشتكيت لك
ما هو علشان حظى العكر ربنا رزقني بأخت شوال زيك وانا استحالة اقبل تكون أختى برميل كدا فاتنيلي البسي يلا اخلصي.
بطل بقا كلامك ده بركات انت معندكش قلب مبتحسش
لا ما انا اتعديت منك ما هو لو كان انتي الاول بتحسي كنتي خسيتي بدل منظرك اللي يجيب المړض ده بت انتي هي كلمة خمس دقايق وتكوني جاهزة.
رحل بركات لتنتفض
توبا مكانها من البكاء حزنا على