الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 17 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

الضمير اني تنامي وتحطي راسك على فرشتك وانتي عارفة انك بتحاولي تعملي اللي يرضي ربنا وبس الباقي كله ربنا بيهونه وبتعدي وهتعدي زي غيرها ان شاء الله بس الصبر الصبر والرضا.

إن الحياة كجنة قد أقفلت مفتاحها الأوصاب والأنصاب من يجتهد يبلغ ومن يصبر يصل وينله بعد بلوغه الترحاب.

هتفت فداء بحماس

ايه دا بتحبي الشعر زيي

ابتسمت شوق وقالت 

حيث كدا بقا ازيدك من الشعر بيت

علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا ورأيت الرضا يخفف أثقا لي ويلقي على الماسي سدولا 

والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا أنا راض بكل ما كتب الله.

فالرضا نعمة من الله لن يسعد بها في العباد إلا القليلا والرضا آية البراءة والإي مان بالله ناصرا ووكيلا.

الله جميل اوي يا شوق.. شكرا ليكي

 العفو على إيه داي كانت أجرة المواصلة كنك يعني فاكراني هقولك الشعر إكده بلوشي.

ضحكت فداء وقالت

ماشي ها قوليلي العنوان اللي هتروحي عليه

تعرفي حي... شارع....

اه اعرفه ...حاضر هوديكي هناك.

سارت فداء بالسيارة وعندما اقتربا من الوجهة المقصودة قالت شوق

 فداء بقولك ايه ممكن تجبيلي رقمك علشان ابقا أكلمك أطمن عليكي من الوقت للتاني مش هكلمك كتير والله انا مليش في كلام المحمول ديه ولا بحبهوشي الا للضرورة وأنا حاسة فعلا اني عايزة اطمن عليكي

ابتسمت فداء وقالت 

تمام مفيش مشكلة هاتي موبايلك اسجل الرقم.

أخرجت شوق هاتفها من حقيبة يدها الصغيرة التي تسمى بالبوك وقالت

اتفضلي اهو فردة الشبشب بتاعتي أهي... متمقلسيش عليه

قالت شوق هذا له كان هاتف قديم وبسيط بأزرار

ضحكت فداء وقالت

 مفيش مشكلة يا شوق اهم حاجة بيقضي المصلحة وخلاص

يا بنتي ده متطور بيقول ألو وبيصحيني على صلاة الفجر أني عايزة إيه أكتر من إكده.

شكلك بنت حلال أوي يا شوق وطيبة.

لا أني هتغر في نفسيتي إكدهأصل كل اللي يشوفني يقول عليا إكده بس مشافونيش في البلد لما كنت بمد أولياء الأمور على رجليهم لحد ما تصهلل

اتسعت أعين فداء وقالت باستغراب

تمديهم

ايوة يستاهلوا يا فداء متساهلين اوي في حق أولادهم أني مش عارفة اللي مش قد العيال وتربيتهم بيخلفوهم ليه بيخلفوا ويرموا وبس مفيش استعداد انهم يتعبوا علشانهم لا في تربية ولا في تعليم وإن كان بيهتموا بجانب بيكون على حساب التاني لحد ما يطلعوا عيال مش اسوياء نفسيا ومعاقين فكريا ومتخلفين دينيا ومشلولين بدنياوقريب هتلاقيهم بيشدوا في شعرهم

ضحكت فداء وقالت

لا الظاهر ان اخر واحدة دي انتي

لا لماحة يا بت أني بدأت أحبك لله في الله 

وانا كمان والله.

وبعد عدة دقائق وصلت فداء عند بداية الشارع الذي ستتوجه اليه شوق 

لتقول شوق

 اقفي اهنه يا فداء أني هنزل اهنه وكتر الف خيرك يا حبيبتي نردهالك في الأفراح اللي مش باينها أنها چاية دي

وقفت فداء ومدت يدها لتسلم على شوق وقالت بود 

فرصة سعيدة اني اتعرفت عليكي

ايوة يا بت هو انتي هتلاقي زيي فين... يلا يا حبيبتي فوتك بعافية

مع السلامة يا شوق ان شاء الله نتواصل ع الموبايل

 ان شاء الله مع السلامة

عادت شوق إلى الفيلا ودلفت للعم سيد وطلبت منه تحضير طعام الغداء بينما توجهت هي لغرفتها لتصلي صلاة الظهر في موعده فقلد أذن بينما هي في الطريق مع فداء.

أسماء عبد الهادي 

كادت فداء لتتوجه لطريقها لبيت جدتها التي تمكث فيه ولكنها قررت أن تمر على مكتب أبيها في شركته لتطمئن عليه فهو لم يحادثها منذ أن أقامت في بيت جدتها

وهناك في مكتب عزت والد فداء كان ينظر في الاوراق أمامه يحاول لملمة أموره العالقة والتي باتت مھددة بالتبعثر والاڼهيار دخل هو محملا بزعابيبه الحاړقة وانفاسه المشټعلة وأعينه الملتهبة لداخل المكتب دون ان يطرقهبل ډخله دافشا اياه بقدمه.

وعندما أبصره عزت أمامه وفق محله وازدرد ريقه 

ليهتف خالد بينما يمسكه من تلابيب ملابسه وهو يقول بحدة

بقا واحد نصاب زيك يلعب عليا اللعبة الحقېرة دي ليه مش عارف اني هكشفك ولا مفكر اني ممكن اعديهالك مش فاهم انت كنت بتفكر ازاي.

حاول عزت التخلص من قبضة خالد على عنقه لكنه لم يستطع فخرج صوته متلعقما مضطربا

اهدى بس يا خالد بيه ورق كدا

أروق ايه يا راجل يا نصاب انت بقا أنا اجي أصرف الشيك ألاقي مفيش رصيد بتضحك عليا مفكرني عيل صغير وبريالة علشان تلعب عليا الحركة الصايعة دي لا انت الظاهر متعرفنيش ولعبت مع الحد الغلط.

توتر عزت ولم يستطع الرد ففكر في ان يقول

 لا استنى بس انا هفهمك يا خالد بيه أنا طبعا لما عطيتك الشيك كان في عندي رصيد ف البنك بس للأسف اتسحب كله ڠصب عني

دفعه خالد من صدره وهو يبعده عنه ويتوجه لأن يجلس على الكرسي ووضع قدما فوق الاخرى وهو يقول

 كل الاعذار اللي بتقولها او ناوي تقولها انا مليش فيها أنا اللي عندي إن المبلغ يوصلني حالا وبأي طريقة كانت انت فاهم

ابتلع عزت ريقه وبدأ يتصبب غرقا ويحاول توسعه ياقة قمصيه من شدة حرارة الموقف الذي وضع نفسه فيه فهو سحب المبالغ كلها الذي يمتلكها ليلعب القماړ الذي بات يسري في دمه كاللعڼة التي لا تتركه إلا بعد ان تودي بحياته

ليهدر فيه خالد بعد ان أعاد قدمه للمكانها

انطق هتوصلني فلوسي ازاي اقولك انا عايزها كاش ودلوقت حلا

 مهو مهمو يا خالد بيه مفيش معايا سيولة حاليا

في تلك اللحظة دلفت فداء وطرقت الباب طرقة بسيطة ومن ثم دلفت وهي لم تتوقع وجود أحدهم من والدها

فقالت 

 بابا ...اا

لتقطع كلامها عندما تجد أحد الرجال مع والدها لكنها لم تتبين من هو بعد

وعندما الټفت اليها خالد امتعض وجه فداء وقالت في محاولة منها لأن تعود ادراجها

انا متأسفة اوي مكنتش اعرف ان فيه حد مع حضرتك

ليهتف خالد بعدما لمعت أعينه بفكرة ماكرة

ممم طيب يا عزت بيه أنا لقيت حل لموضوعنا ياريت تكلمني ع الساعة ٦ ابلغك بيه

تنهد عزت براحة وقال

تمام يا خالد بيه شرفتنا وانستنا.

لينهض خالد من مكانه ليرحل مغادرا بينما يرمق فداء التي كانت تقف قرب الباب بنظرات باردة وغامضة مطولة وهو يقول 

 سلام يا ... يا أنسة.

وبعدما غادر خالد قال عزت بضيق لفداء

ايه اللي جابك هنا

جيت اطمن عليك

انا كويس يلا ارجعي على بيت جدتك.

طب حضرتك تحب تيجي تتغدى معايا 

لا بعدين بعدين مش فاضي

تمام زي ما تحب

وغادرت فداء بائسة كما اتت وياليتها لم تأتي لأبيها في هذا التوقيت بالذات.

توقعوا ما الذي سيفعله خالد

شوق 

بارت ٨

أسماء عبد الهادي

تم إعداد طعام الغداء وانتظرت شوق لأن يعود أحد من أخوتها لكن أحدا لم يأتي.... رفعت وجهها لتبصر تلك الساعة المعلقة على الحائط لتجدها قد قاربت على السادسة ولم يعد منهم حتى أمير الذي يعود مبكرا قليلا قبل اخوته.

جلست على طاولة المطبخ وتحدثت إلى العم سيد

وبعدين يا عم سيد هنفضل ننتظر فيهم إكده.

متشغليش بالك بيهم يا أبلة شوق يجيوا في الوقت اللي هما عايزينه هنتظريهم ليه وقت ما يجوا ويطلبوا الغدا هنسخنه تاني ما أنا متعود معاهم من سنين على كدا

أسندت شوق يدها على

 

الطاولة وقالت بحنق 

بس أني مبيعجبنيش الحال

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 148 صفحات