رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
بحنق
فداء انا كمان ماشي احنا الاتنين لازم نسيب الفيلا باللي فيها خدي بس كل اللي انتي عايزاه وتحتاجيه
هتفت پصدمة فهي لم يخطر ببالها هذا قط وقالت هذه المرة بأعين متسعة
ايه!! طب ليه... ليه يا بابا هنسيب بيتنا والمكان اللي اولدت فيه
أصيب أبيها بارتباك وازدرد ريقه وحاول التملص من الإجابة على سؤالها
مم ماهو... اصل ..اهو اللي حصل بقا يا فداء ممكن تنجزي.
هتفت هي حانقة وبنبرة ساخطة بدت مرتفعة بعض الشىء من أثر الصدمة التي تعرضت لها والتي بسبب فعلة أبيها وتصرفاته الرعناء ستخسر المكان الذي تحب المكان الذي به كل ذكرياتها مع أمها التي كانت تجد فيه ومازالت رائحة أمها الحبيبة فكل شبر في هذا البيت يذكرها بأمها كل موقف حدث معها تسترجعه معها هنا في هذا البيت
ما هو اصل ايه يا بابا بردو بسبب اللعبة اللي حضرتك أدمنتها دي بسببها خسرتنا بيتنا وكل ما نملك مش كدا حضرتك عاجبك دلوقتي الپهدلة والشحططة اللي احنا فيها هل حالك ده دلوقتي حضرتك مبسوط بيه... أنا مش فاهمة لعبة زي دي دمرتك بالشكل ده انت ليه لسه مستمر فيها ايه اللي جابرك على دا كله
أجابها بثقة لا ندري كيف واتته فهو دائم خاسر في تلك اللعبة ولو كسب في بعض المرات فالخسارة بعدها أكثر
هعوض كل ده اطمني أنا مش هسكت عل اللي بيحصل كل ده هيتعوض وهنرجع زي الاول وأحسن
ضحكت ضحكة ساخرة لا من شخص أبيها وانما من كلامه الذي يردده في كل مرة ولا يفعل شيئا
هه حضرتك بتقول كدا كل مرة وولا مرة قدرت تعوض اي خسارة وبعدين حضرتك عارف ان المال اللي جاي من ورا اللعبة دي مال حرام يعني مش هيدوم ولا ربنا هيبارك فيه واديك شفت يا بابا انه منفعش في علاج ماما... حضرتك لجأت للعبة دي علشان تعالج ماما وبالفعل عملت العملية بالفلوس دي لكن العملية منجحتش عارف ليه يا بابا لانها فلوس حرام حرام يا بابا.
احتدت ملامح أبيها پغضب عارم وقال بعد أن طفح به الكيل فهي لم تذكره بزوجته الراحلة لم تذكره في كل مرة بما يعمله ألا تتركه وشأنه هو ظن أنه تخلص من تحكمات زوجته ورقابتها له بۏفاته لتأتي ابنتها وتكون خليفة لها في مراقبته ألا يدعوه وشأنه ليفعل ما يحلو له
لذا قال بحدة
فداء مش عايز كلام كتير اتفضلي لمي حاجتك وامشي ع بيت جدتك اظن معاكي المفاتيح
هي علمت أن الجدال والنقاش مع أبيها لا فائدة له وأنها مهما تكلمت فلن تستطيع أن تحيد والدها عن رأيه... لذا حركت رأسها وقالت بنبرة حزينة مع تنهيدة حارة
اه معايا يا بابا ... بس عندي سؤال
انجزي يا فداء المالك الفيلا الجديدة عايزها في اقرب وقت.
وقفت كلماته كالغصة في حلقها كيف له أن يفعلها به وهكذا دون سابق انذار أيطلب منها أبيها أن تترك كل ذكرياتها وبيتها الحبيب هكذا دفعة واحدة قبل حتى ان تستطيع توديع كل شبر فيهدارت لأعينها بنظرة بنظرة شاملة للمكان كله والدمعات تندد بالسقوط ليس تذمرها منها بأنها ستترك ذلك المكان الفخم وتتوجه لبيت جدتها القديم ذو الأثاث المتواضع وانما لتركها المكان التي عاشت فيه طوال عمرها مع والدتها لم يكن سهلا عليها أبدا لذا انطلقت من فورها تودع كل شبر فيه قبل أن يحن الوقت ويأتي المالك الجديد فبل أن تجمع كل ما يربطها بالمكان
أسماء عبد الهادي
في صباح اليوم التالي
استيقظ من نومه لتوه بدأ يتثآئب بكسل لم تكن لديه رغبة في الخروج مبكرا أراد تمضية معظم الوقت في البيت وربما في المساء قد يغادر أمسك بمنشفته ودلف إلى المرحاض ليأخذ حماما منعشا وبعدها استعد اتم الاستعداد وقرر مغادرة غرفته والهبوط لأسفل لتناول طعام الإفطار
جلس على الأريكة وبدأ يقلب قنوات الشاشة بملل ومن ثم فتح هاتفه ليلهو به قليلا وعندما شعر بالجوع نادى على الخادم
أمين... يا أمين...انت يا زفت
جاء الخادم مهرولا وهو يقول بطاعة لسيده
افندم يا مهند بيه
ايه ساعة علشان ترد
اسف يا مهند بيه كنت ب...
قاطعه مهند قائلا
انت لسه هتحكيلي قصة حياتك شوف سيد فين يجيب لي الفطار حالا
حاضر يا مهند بيه
تابع مهند العبث بهاتفه بتصفح صور الفتيات والتي أقل ما يقال عنهم الكاسيات العاريات
لتأتي شوق اليه وهي تقول حانقة
فطار إيه ديه اللي الساعة ٤ العصر.. ديه أني اتغديت من بدري.
رفع بصره بعيدا عن هاتفه لينظر إليها ومن ثم رمقها بملل وهو يقول
ايه دا انتي لسه هنا ده انتي عنيدة بقا
اسماء عبد الهادي
جدا يا مهاند فوق ما تتصور المهم اني عايزة اقولك أنك لما تاچي تتكلم مع الخدم بلاش ټشتم دولن بردك أكبر منك وفي منهم اللي قد أبوك فمش حلوة يعني التهزيق دهوني.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
لم يعيرها مهند اي اهتمام وتابع العبث في هاتفه
ليهتف ذاك الذي هبط من الدرج بحلته الطاغية ولون عنيه القاتم كلون ملابسه السوداء والمفضلة لديه
ايه ده البتاعة دي لسه هنا بتعمل ايه انا مش قلتلك امبارح ارجع ملقكيش هنا
لهتف شوق بغيظ منه لكنها كانت تداريه في اسلوبها المرح
واو وهو ديه اسلوب يا عساف وانا اللي بقول عليك العاقل اللي فيهم
هبط ليقف أمامها ويهتف بضجر واضح
شش انتي لسه هتقفي تتكلمي معايا يلا خدي بعضك ومشفش وشك هنا
ربعت شوق ذراعيها أمام صدرها ونظرت لأخيها بتحدي
لاه منيش ماشية دلوك يا عساف مآنش وقت رحيلي من اهنه ... ولحد الوقت ده ما ياجي أني قاعدة اهنه على قلبكم
نظر عساف لأخيه بزهول وهو يقول بحنق
شايف يا مهند الثقة اللي بتتكلم بيها انا مشفتش كدا قبل هو ايه ده
ضحك مهند وقال
فعلا غريبة اوي مش زي اي واحدة جت هنا
لترد شوق وهي تعدل من ياقة جلبابها
طبقا علشان اني اسبشيال وديفرانت وامبورتانت كمان
انخرط مهند في الضحك وقال
قابل يا عم الفلاحة دي عاملة نفسها مثقفة
ايون يا بني أني مفيش مني تنين
ضحك مهند ثانية
يا سلام على الثقة ..انتي يا بنتي جاية الثقة دي منين انتي مش شايفة نفسك في المراية.
هدر عساف منزعجا من تلك المجادلة التي لم تروق له
ممكن تبطلي المهزلة اللي بتحصل دي وتتفضلي علشان أنا بدأت ازهق واتعصب وعصبيتي وحشة ومش هتعجبك انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بالزوق
في ايه بس يا عساف متروق اعصابك امال انت الظاهر منمتش اكويس ليلة امبارح ... تحب اجيبلك حاجة تروق دمك وتهديك
هتف عساف بنفاذ صبر وهو ينظر لأخيه بضجر
مهند بقولك ايه اتصرف انا زهقت منها
تؤتؤ يخص عليك يا عساف منكش العشم بردك
أسماء عبد الهادي
ليضحك مهند بقوة وهو يقول
انا معاك اني عايزها تمشي من هنا بس تصدق يا عساف انها مش مملة زي اللي فاتوا يعني يعني اهو خليها فترة هنا تسليني بدل الملل ده وبعد كدا نمشيها
ليهتف أمير الذي استيقظ من نومه لتوه وهبط لينضم
إليهم وقال راجيا اخيه عساف
اه