رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
يا عساف بالله عليك خليها شوية شوق دي لذيذة اوي
أرسلت شوق قبلة في الهواء لأخيها أميرة وهي تقول بمرح
والله انت اللي لذيذ وعسل يا أمير الأمرا يا عسل انت
ليضحك مهند ثانية
لا دي مش ممكن دي بتثبك يا أمير قدامنا عادي كدا
الټفت مهند ليجد الوسادة الصغيرة الموجودة جواره على الاريكة يستقبلها وجهه في حركة مباغتة منها
وبعدها تهتف شوق
اتلم يا مهند ايه بتثبتك دي ديه اني لو كنت اتجوزت كنت هخلف قدكم
انزعج مهند من عدم الإحترام التي تتعامل به شوق معه فهو معتاد على التبجيل والتعظيم من كل من يتعامل معهحتى الخدم لا يستطيعون رفع وجوههكم في وجهه فكيف هي أن تفعل هذا به
لذا قال بوجه محتقن وصوت محتد
انتي اټجننتي يا زفتة انتي... انتي ازاي تجرؤي على دا مش معنى اني بضحك واني بعمل لأمثالك قيمة انك تتجرئي على أسيادك بالشكل ده... امشي اطلعي برا.
قالها وهو يمسكها بحدة من ذراعها ويجرها خلفة ليخرجها من باب الفيلا
جلس عساف بارتياح فأخيرا تخلص منها
أسماء عبد الهادي
أما أمير فلقد وقف مزهولا بما يحدث وأصابه الضيق بأن شوق ستغادر بتلك السرعة لا يدري لم أحس معها بالألفة شعر حينها بأنه ثمة أحد يهتم به في هذا المنزل ويعطي له القدر الكافي من الاهتمام الذي يحتاج اليه لذا كان أمر تركها للمنزل وبهذا الشكل كان محزنا كثيرا له فأخيها طردها شړ طردة لكنه لا يستطيع فعل شىء ولا حتى الوقوف في وجه أخيه البته.
شوق ٦
أسماء عبد الهادي
دلف غرفتها ليجدها تجلس ضامة قدميها إلى صدرها وتحيطهم بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها طالما لم تجد من يحتضنها وينتشلها من همها وشعرها الطويل منسدل على ظهرها براحة وبقيته نزل على أعينها فوارى جمالهما الآخاذ التي تتلألأ فيه الدمعات فعلى ما يبدو أنها كانت تبدو للتو وربما انتهى مخزونها من البكاء هذا الصباح من يدري.
حمحم هو بينما يدخل مقتربا منها لكي يعطي لها انتباها انه أتى فعلى ما يبدو انها كانت شاردة فى شىء ما.
وعندما سمعت صوته رفعت بصرها اليه فرأى حبات الؤلؤ تتجمع عند مقلتيها فراعه ما بها وأصاب قلبه بالكمد وأحس بالۏجع من أجلها فاقترب منها وأحاطها بذراعه وقال بلهفة وحزن من أجلها
ميار انتي كنتي بټعيطي.
زادت ميار في البكاء أكثر فشدد خالد في احتضانها
في ايه مالك ايه اللي حصل بټعيطي ليه
نظرت له بقلب بائس
انت خاېف عليا يهمك أمري يا خالد
تنهد بهدوء وقال وهو يقف معتدلا
في ايه يا بنتي اتكلمي
زاد بكاؤها ولوعتها
رد عليا يا خالد
ابتسم لها خالد وقال
اكيد طبعا يهمني بقولك انتي فطرتي ولا لسه
هزت رأسها بالنفي
فقال متسائلا
لا ايه
ردت ببؤس وهي تتجنب النظر له وتعود لوضعها كما كانت
لا مليش نفس أنا تقريبا مش بفطر أصلا
سحبها من يدها وقال باستغراب من تلك المعلومة الجديدة التي يعرفها من اخته وهو الذي يظن انه ملم بكل شىء عنها
طب تعالى نفطر سوا يلا وحسابي مع الدادة بعدين
خاڤت على مربيتها التي تحبها وتعدها كأمها الثانية
لا الدادة ملهاش ذنب بتحاول معايا كل مرة والله وبتغلب معايا كتير اوي أنا بطلع روحها علشان آكل بس المرة دي مكانش عندي نفس وصممت على الرفض ومقدرتش عليا مش ذنبها يا خالد بالله عليك متعملش ليها حاجة هي شايفة شغلها كويس.
أجابها بنبرة حادة جعلها تتصنم مكانها وقال وهو يمسك معصم أخته
حيث كدا بقا حسابي معاكي أنتي أنا مش طلبت منك تاكلي كويس ولا لا بتعصي اوامري ليه.
فتحت فمها لتحاول الدفاع عن نفسها وطالعته پخوف خوفا من عقابه ليقول هو بينما يسحبها الى الغرفة المجاورة بينما هي في قمة خۏفها وقد بلغ منها الړعب مبلغه
تعالي معايا يا دادة... يا دادة
انتفضت ميار بين يدي خالد... لتأتي الدادة على الفور وترى ميار خائڤة و لا تستطيع التحدث والتعبير عن خۏفها
فقالت الدادة پخوف على ما قد يفعله خالد بميار
نعم يا خالد بيه هي ميار عملت حاجة
ازاي يا دادة توافقي على رفضها للأكل هو ده اللي انا موصيكي عليه ولما هي بترفض الأكل ليه مش بتبلغيني فورا
لتهتف الدادة دفاعا عن ميار
لا والله بتاكل يا خالد بيه بتحايل عليها وبتاكل علشان خاطري صدقني
طب والنهاردة
النهاردة بس اللي مكانش ليها نفس فقلت عادي اسيبها براحتها وبعد شوية هتجوع وهتاكل زي اي حد بيجيله وقت ملوش نفس وبعد كدا بياكل عادي ميار معملتش حاجة غلط يا خالد بيه بالله عليك متزعلهاش علشان خاطري انا يا بني.
عندما اختفت عن ناظره تنهد براحة وجلس على كرسي السفرة وبدأ يتناول فطوره الذي وضعه العم سيد لتوه على السفرة تناول طعامه بهدوء واستمتاع شديد... ليلحق به مهند ذلك الذي ارتاح أيضا لتخلصه من شوق وتطاولها عليه وبدأ يتناول فطوره هو أيضا وكأن شيئا لم يكن
ليتحدث عساف دون أن ينظر خلفه
أمير تعالى افطر
تحدث أمير الذي كان يقف محله منزعجا فلا رغبة لديه في تناول الطعام بعدما طردت شوق بهذه الطريقة لذا قال بضيق
لا مليش نفس انا خارج
ليهتف مهند بينما يلقي بقطعة الزيتون في الهواء لتسقط في فمه
براحتك يا أمير الأمرا
قالها واتبعها بضحكة ساخرة وشاركه فيها عساف
ليهتف مهند
اخدت بالك انت.. اخوك بقى اسمه أمير الأمرا.
تحدث عساف بانزعاج
مهند بقولك ايه بلاش تجيبلي سيرتها انا بيجيلي انزعاج لما بسمع اسمها بس.
حقك يا برنس.
أسماء عبد الهادي
عند شوق بالخارج
عندما أغلق مهند الباب في وجهها ظلت مكانها لحظة تحاول استيعاب ما فعله مهند اخيها للتو وما الذي ستؤول اليه الأحداث فقالت بنواح
يا وقعة سودا يا ميلة بختك يا شوق غريب بيه هيطين عيشتك ديه هيخليها سواد طردوكي وانتي مكملتش يومين ولا نفذتيش المطلوب منك يالهوتااي يا خړابي طب وبعدين اتصرف مع المقاطيع دولن ازاي
ظلت تجوب المكان ذهابا وايابا وقالت
طب ورب الكعبة ما اني ماشية من اهنه ولما نشوف يانا يا انتم يا مقاطيع يا اولاد غريب بس معادا امير الأمرا ديه حبيبي ومظلوم اهنه امعاهم اه واللهالواد ديه طيب وفيه حاچة لله اه وربنا
جلست على إحدى الطاولات في الحديقة تغلي من الغيظ نوى العم سيد أن يتوجه إليها ليودعها ويطيب خاطرها قبل أن ترحل لكنه وجد أمير يقترب منها بقي مكانه إلى أن يرحل أمير.
جلس امير جوارها على الكرسي وقال بحزن
شوق
فرحت شوق بكونه تبعها إلا هنا اذا انه يهتم بأمرها
فقالت بمرح
امير الامرا بذات نفسيه جايلي ديه ايه الهنا ديه
هتعملي ايه ياشوق
ولا حاچة يا أمير متخافشأني مش همشي من إهنه
بحد!! .. انا كنت زعلت علشان قطع عيشك اوي
يسلملي قلبك الطيب يا غالي بقولك ايه كلملي إكده غريب بيه
وقالت بصوت خفيض حتى لا يسمعه أمير
ولو ان عارفة اني هاخد دش تهزيق بس أعمل ايه مقداميش حل تاني.
عايزة تكلمي بابا ليه
هو اللي مشغلني إهنه كلمه بس إكده يا أمير
ماشي
أمسك أمير الهاتف وطلب والده وفعل مكبر الصوت كي تستطيع شوق التحدث معه
وعندما رد غريب أتاهم صوته وهو يقول
أهلا يا أمير
يا حبيبي عامل ايه
الحمد لله يا