رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي
بنفسه الآن من يهدم ذلك الدرع ويحتل الصدارة في تحطيمها كليا.
لترد عليه المدربة
لسه مبدأناش اول تدريب حتى يا كابتن.
هتف هو حانقا رامقا أخته بنظرات ساخطة
ولا هتتحرك في يومها أنا مش عارف حظ ايه المنيل ده
لتهتف واحدة من الفتيات والتي معظمهن صغيرات في السن كما هي توبا في عمر ما قبل العشرون
اعتبرني انا اختك يا كابتن بركات
ليهتف بركات مغازلا الفتاة وقال بتمنى
ياريت هو انا أطول القمر ده يكون اختي لا لا بجد كنت هكون أسعد إنسان في الدنيا
هنا لم تستطع توبا تمالك نفسها فاڼفجرت باكية كنافورة ماء تم فتحها للتو بينما سحبت نفسها وغادرت المكان بأقصى سرعة تمتلكها.
ولم تستمع لنداءات أخيها الذي يطلب منها ألا تغادر وتظل مكانها
توبا انتي رايحة فينخدي هنا
لكنها لم تبالي بأحد أبدا وانطلقت في طريقها لخارج الجيم ودمعاتها الحارة ټغرق وجنتيها من الألم والۏجع
بعدما أنهت ما كانت تفعله من تغليف الطعام بمساعدة العم سيد بغية ارساله لمن يحتاجه
دلفت غرفتها لتريح جسدها قليلا وعندها قررت أن تهاتف آيات تلك الفتاة التي تعلقت بها شوق وتعتبرها كأختها الصغيرة لتعرف اخبارها وأخبار البلدة في غيابها
أمسكت شوق هاتفها الصغير من نوكيا ذو الأزرار وشردت في بلدتها وهي تمسكه
اااه يا مين يرجعني بلدي دلوك وحشتنى ريحة ترابها وارضها الهوا اللي كنت بتنفسه هناك أحسن وانضف وانقى من اهنه مليون مرة فينك يا عشتي دلوك صحيح السرير هنا مريح وكأني نايمة على جردل ماية إلا إني هناك كنت بنام مرتاحة البال والضمير اهنه الكل مركز في كل حاجة ومهتم بكل حاجة وعاملينها على اعلى مستوى الا الأخلاق نسيوها وكأنها عابر سبيل ملوش حق في المبيت
قالتها وبعدها بدأت تردد تلك الابيات من الشعر بينما تضغط بأصابعها على ازار الهاتف لتتصل بآيات
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفصل ساديها
هنا أجابت آيات على الفور وما إن استمعت شوق ترنوا بتلك الاپيات حتى رددت معها التكملة التي تحفظها من شوق عن ظهر قلب
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من يعاديها
عيناك قد دلتا عيناي منك على
أشياء لولاهما ما كنت تبديها
وعندما انتهيا
قالت آيات
أبلة شوق وحشتيني اوي فين أراضيكي دلوك الناس اهنه بتقول انك عزلتي مع أبوكي صحيح ديه يا أبلةيعني مش هنشوفك تاني مش هتعاودي تاني البلد يا أبلة
هتفت شوق ساخرة وهي تمط شفتيها
يعني يا به غيابي مأثر معاكي اوي ده انتي حتى مرفعتيش المحمول على ودنك وقلتي ألو ازيك يا أبلة عايشة ولا مدهوسة في الطين
لتهتف آيات بدفاع عن موقفها
والله يا أبلة كنت عايزة أكلمك بس استحيت قلت أكيد مع ناسها ومشغولة بيهم وأجلت الإتصال لوقت تاني وفرحتلك اوي ان أبوكي أخيرا حن عليكي ورجعك لتحت جناحه
ابتسمت شوق ساخرة ومطت شفتيها ساخرة من فعلة ابيها
ايوة ايوة اخدني فعلا تحت جناحه يابت حتى أني من كتر الدفا هفطس لحد ما قربت أموت.
ظنت آيات أن شوق من نبرة حديثها مستاءة منها ولا تدري او لا تتوقع ان شوق مستاءة مما فعله ابيها بها فقالت
والله ما تزعلي مني يا أبلة شوق انتي عارفة أني بحبك قد ايه ومعزتك عندي كيف.
هتفت شوق باسمه
واني مش زعلانة منيكي يا هبلة اني بس بناغشك علشان تتدردحي وتتحدتي معايا عادي اكده... ده اني بعتبرك اختي اللي مخلفهاش ابوي.
هتفت آيات باسمة وقالت بنبرة صادقة
وأني يا ابلة شوق وربنا اللي يعلم بعتبرك مش بس أختي الكبيرة لا بعتبرك أمي كمان.
هتفت شوق مازحة
غوري يا بت كتك نيلة قال امك قال فاكراني كبيرة للدرچادي ... ده أني لسه صغيرة في عز شبابي مكملتش العشرين سنة .. تنكري يا بت يا مصېبة انتي
ضحكت آيات وهتفت قائلة
اه طبعا يا أبلة شوق صغيرة وست البنات كمان.
بتخديني على كد عقلي يا بت
ضحكت آيات ثانية
لاه والله يا أبلة شوق دي الحقيقة وأني بقول بعتبرك زي أمي في المعزة والله مش قصدي العمر أبدا رغم انك بردو مش كبيرة ابدا انتي في عنفوان شبابك.
ضحكت شوق وقالت وهي تتنهد براحة وسعادة فالحديث مع شخص من أهل بلدتها الصغيرة وخاصة آيات التي تكن لها معزة خاصة أعاد الهدوء والسلام النفسي لقلبها من جديد
عنفوان شباب ايه يا بت ده انتي لو شفتي خواتي الولاد تتفي في وشي بياض وجمال ايه وعيون ملونه تقوليشي أجانب أما أني مش عارفة جايبة السمار ديه كله منين
ضحكت ثم اردفت كلامها
طالعة لأمي في السمار ديه حتى أبوي بخل عليا بجيناته هو الحظ عارف صاحبه امطين بطين.
ضحكت آيات فهي تعلم أنها ليست شوق من تنظر للأمر بهذا الشكل او تسخط لهذا السبب فهي تعلمها شديدة الإيمان والقوة لن يزعجها مثل هذا الأمر البسيط والتي لا إرادة لأحد فيه
أسماء عبد الهادي
وصلت فداء إلى الفيلا الصغيرة التي تعيش فيها مع والدها وحدهما بعد ۏفاة والدتها والتي ما إن رحلت حتى تظن انه رحل معها ذلك اللجام الذي كان يحكم يتصرفات زوجها المشينة فهي كانت له الرادع والمانع من كل التصرفات السيئة التي يفعلها الآن وكأنها كانت الضمير الحي الذي يقف له بالمرصاد
لكن الآن هو يفعل ما يحلو له دون رقيب لا يأخذ بنصائح ابنته ولا يلتفت لها حتى خسر الكثير من الأموال جراء ذلك بل وخسر نفسه وقبل كل شىء
ما إن رآها والدها حتى قال لها بنبرة آمرة عاجلة وهو يحثها على الدلوف لغرفتها
فداء بسرعة لمي حاجتك وكل شىء يخصك هنا
استغربت فداء حديثه والعجلة التي في نبرة صوته هي ظنته أنه سيوبخها مثل عادته لأنها تأخرت وهو يريد منها بعض المال كي يغادر ذاهبا إلى تلك الأماكن التي تمارس فيها لعبة القماړ المخالفة للشرع
أسماء عبد الهادي
ليه يا بابا خير هو احنا مسافرين ولا إيه
أجابها هو بسأل فهذا ليس وقت الأسئلة من وجهة نظره وقال
اخلصي يا فداء مش وقته اسئلة قدامك ساعة بالكتير تكوني جمعتي كل حاجتك واي حاجة عايزاها من هنا علشان تمشي.
وقفت محلها تنظر له باستغراب تارة وتجول بأعينها في الأنحاء بعدم فهم
ما انا مش فاهمة حاجة يا بابا بس لو حضرتك تفهمني فيه ايه
أجابها هذه المرة بعصبية فهو سأم أسئلها التي ليست في وقتها
هتمشي من هنا يا فداء هتروحي تعيشي في بيت جدتك الله يرحمها هو فاضي ومفيهوش حد ومناسبك جدا هيحتاج تنضيف شوية ودي مهمتك بقا.
رمقته بأعين ضيقة ونفس حائرة فلم يود أبيها منها أن تغادر الفيلا المكان الذي ولدت به وترعرت فيه وكل ذكرياتها هنا منذ أن كانت صغيرة ومذ أن كانت تعيش في كنف أمها وحياتها مستقرة سعيدة
ليهتف أبيها بضجر بينما يتحرك في المكان هو الآخر
ما تخلصي يا بنت هتفضلي متنحة كدا كتير.
أجابت والدموع بدأت تترقرق في أعينها
بابا حضرتك ليه عايزني أسيب هنا انت ليه عايز تمشيني من هنا هو حضرتك زعلان مني.
مسح أبيها
على وجهه بكفة يده وقال