المثاني السبع ما هم
أحدهما: قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: ” ما منعك أن تأتيني ؟ ”. فقلت: كنت أصلي. فقال: ” ألم يقل الله: { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } [ الأنفال: 24 ] ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟ ” فذهب النبي – صلى الله عليه وسلم – ليخرج، فذكرته فقال: ” { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة: 2 ] هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ”
فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ولكن لا ينافي وصف غيرها من السبع الطول بذلك، لما فيها من هذه الصفة، كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضا، كما قال تعالى: { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني } [ الزمر: 23 ] فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضا، كما أنه – عليه السلام – لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فأشار إلى مسجده، والآية نزلت في مسجد قباء، فلا تنافي، فإن ذكر الشيء لا ينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة، والله أعلم.
قوله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم اختلف العلماء في السبع المثاني ; فقيل: الفاتحة ; قاله علي بن أبى طالب وأبو هريرة والربيع بن أنس وأبو العالية والحسن وغيرهم، وروي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من وجوه ثابتة، من حديث أبي بن كعب وأبي سعيد بن المعلى.
وقد تقسائل احمر يخرج من الجسم في تفسير الفاتحة.
وخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني.
قال: هذا حديث حسن صحيح.