غيوم مطر
...ثم قال بلهجه ټهديد ... والله هأكلك بنفسي .... فريده اشارت له بالمغادره دون حتى ان تكلف نفسها وتشكره خلاص روح ...انت مش وراك شغل ... عمر اعطاها عذرا لوقاحتها فهى ما زالت تحت أثير صدمة ۏفاة والدها ... انا هنا يا فريده ومش هرجع دبي غير لما اطمن عليكى .. قصدى عليكم كلكم .. فريده اكملت وقاحتها بأن اغلقت عيناها في حركه تدل علي رغبتها في الخصوصيه ...عمر نظر اليها مطولا ثم غادر غرفتها في صمت ....
............................................................................................الحياه بدون والدها اختلفت كثيرا بل وتستطيع القول انها اصبحت مستحيله فالمفاجأت السيئه لم تنتهى بعد ...شهر واحد فقط واكتشفوا ان راتب والدها انخفض الي الربع والمعاش المستحق له لا يستطيع ان يكفي متطلباتهم ... اربعة من الابناء اثنان منهم في كلية الطب المكلفه وواحد مريض بالكلي ويحتاج للغسيل مرتين اسبوعيا علي الاقل والغسيل في المستشفيات الحكوميه قتل بطىء وليس غسيل... وجلسة الغسيل الواحده في المستشفات الخاصه تكلف كثيرا ...هذا بالاضافه الي رشا ومصاريفها ...بكاء والدتها المتواصل لم يكن فقط بسبب حزنها علي ۏفاة فتحى حبيب عمرها ورفيقها ولكن بسبب تصريح محمد انه سوف يؤجل دراسته بضع اعوام ويبدأ في البحث عن عمل ....اخبرهم بلهجه لا تحتمل النقاش ... انا خلاص سبت الكليه لحد ما ربنا يفرجها وهشتغل في صيدليه .... محمد قال بلهجه لا تحتمل النقاش... احمد لازم يغسل في ميعاده وانتى يا فريده معلش هتستغنى عن درس الباثولوجى ولو قدرت في اخر السنه هدبرلك مراجعه
والعجز الكامل عن سداد الفواتير فقط غسيل احمد استمر فبدونه سوف يفقدونه ...اصبح هدفهم الوحيد تدبير مصاريف غسيله.. والدتها ضغطت علي كرامتها وبدأت في الاستدانه من عائلتها ...الحق يقال لم يتاخر احدا من خالاتها عن مساعدتهم وايضا خالها سعيد المقيم في كندا كان يرسل لهم المعاونات باستمرار اما جدتها شريفه فلم تتوانى هى ايضا عن المساعده لكن غسيل احمد لم يعد يقتصر علي جلستين بل احتاج الي ثلاثة جلسات وربما اكثر فالحاله النفسيه السيئه التى كان يعانى منها اثرت بشكل مباشر علي حالته الصحيه .. الامور تسوء واصبحوا فعليا يعيشون علي الاعانه اسوء شهران قد تمر بهم فريده يوما ...الاسوء كان دخول والدتها في نوبة اكتئاب حاده فحياة اولادها ټنهار امامها واصبحت تتسول من عائلتها ... اما الاڼهيار التام الذى قضى علي البقية الباقيه من تماسكهم كان اعلان الاطباء ان احمد لم يعد يستجيب للعلاج لانه فقد الرغبة في الحياه ... فريده ترجته وسط دموعها الغزيره ... احمد ارجوك قاوم ..احنا محتاجينك هتسيبنا لمين ...