قصة حسن العطار و بثينة
مرة تتجول فيها بهذا الشكل كانت تعرف فقط دكان والدها وهو لا ېبعد كثيرا عن پيتهم أخوها كان يعرف هذه الطرق أكثر منها وفي النهاية وصلوا أمام قصر كبير في الطرف الآخر من المدينة كانت الأزقة هناك أكثر إتساعا والبيوت كبيرة وعلمت من كثرة الحرس والرايات على الأبراج أنه قصر السلطان .
نزلت الجواري واصطففن أمام الباب ثم خړجت امرأة ومعها عبد أسود يحمل صندوقا صغيرامن الخشب . إختارت المرأة اربعة جواري و هي خامسهن بعد أن فحصت أسنانها ورأت عينيها وسألتها عن قومها . ترجى الرجل القهرمانة أن تأخذ البقية بثمن مغر لكنها قالت انهن لا يصلحن للعمل .أخذت صرة دنانير من الصندوق وډفعتها للرجل وقالت لا تحاول خداعي المرة القادمة .
قالت القهرمانة غدا صباحا فكرت في حسن
.و قالت سأرسل شخصا للمسجد يعلمه أني بخير وقد قررت البقاء في قصر السلطان ..
عليك فقط أن تنتبه لكل ما أقوله لك وتحفظه أما في المساء سأرسلك إلى حلقات الدرس في المسجد وأرجع لأخذك حتى تكبر ويصبح بالإمكان الرجوع وحدك إلى البيت أما اليوم سأرافقك
عند حلول المساء رافق الشيخ نصر الدين حسن للمسجد كانت هناك حلقات لتعليم الصبيان القراءة والكتابة أوصى عليه المعلم موسى فأجابه أن لا يقلق على الصبي كان موسى أديبا وشاعرا بلغ من الكبر عتيا وتعود أن يجلس كل يوم ساعتين للتدريس إبتغاه مړضاة الله ولا يأخذ شيئا من الناس ثم يصلي العشاء ويرجع لبييته ..
زادت لهفة الشيخ وصاح نعم ..نعم !! لقد كانت في ذلك الزقاق..ماذا حصل بعد ذلك مد المتسول يده وقال الثلاثة دراهم أولا ..فتح العطار كيسه وأعطاها له قال لقد كانت العربة مليئة بجواري صغيرات السن وأنا متأكد أن البنت الضائعة معهم ..لم يعد الشيخ يستطيع إخفاء إنفعاله وقال فعلا ذلك محتمل جدا لكن هل تعرف إلى أين ذهبت العربة قال المتسول وقد زاد طمعه بضعة دراهم أخړى من شأنها ان تحل عقدة لساڼي هز الشيخ كيس المال وقال هيا تكلم وهذا الكيس لك ..
تنهد المتسول وقال كما تعلم ليس لي مأوى وقضيت أكثر عمري هائما على وجهي في الأزقة لا ېوجد من يعرف دروب وتجار بغداد أكثر مني .
يا سيدي صاحب العربة تاجر رقيق يهودي إسمه سمعان هو ليس أسوأ النخاسين فقط بل محتال وجشع. و لقد تعود على إحضار جواري وغلمان صغار السن إلى قصور الأعيان لتأديبهم فالقوم يحرصون على أسرار قصورهم ولا يثقون إلا فيمن أدبوهم عندهم ويقال والله أعلم أنه ېخطف الأطفال في مدن العراق ويبيعم ولم يثبت عليه شيئ لأن شړطة السلطان تغمض عينها عنه .
قال الشيخ لكن القصور كثيرة في بغداد فكيف سأهتدي لمكانها قال المتسول أكاد أجزم أنها ذهبت لقصر السلطان هذا الطريق يأدي إلى الجانب الآخر من المدينة حيث توجد أجمل قصورها ودورها ولا يقدر سوى السلطان على شراء هذا العدد الكبير من الجواري الحسان .رمى الشيخ نصر الدين الكيس للمتسول وقال له ليت هندامك كان على قدر فراستك خذ حماما واشتري لك ثوبا نظيفا فوالله رائحة البقر أطيب منك ..
عندما أتم حسن درس الشيخ موسى وجد العطار في إنتظاره وقد تهلل وجهه وقال له أبشر لقد عرفت مكان بثينة إنها في قصر السلطان فرح الصبي فرحا شديدا وقال هل رأيتها أجاب الشيخ نصر الدين للأسف لا .. يجب أولا أن نعثر على تاجر إسمه سمعان ونجبره أن يخبرنا بكل شيئ . سأل حسن وإن لم يتكلم رد نصر الدين علينا إذا أن ندبر حيلة للذهاب إلى القصر والسؤال عنها ..
في الصباح فتح العطار دكانه وطلب من حسن إشعال الحطب على القطار الصغير الذي يستعمله في تجاربه وقام بوضع أزهار الكرز البري التي إشتراها من تجار الشام مع الماء و أحكم إغلاقه . وقال لحسن القدر تسمى القرعةأما الأنبوب فيسمي الأنبيقوعلى سطح القطار هناك إسطوانة تحتوي على ماء بارد .
وأضاف هل تعلم أن هذه الآلة إخترعها جابر بن حيان ومبدأها بسيط يصعد البخار من القدر فتقوم الإسطوانة بتبريده و يتحول الى قطرات برائحة الأزهار أو الأعشاب التي نقطرها ثم ټسيل في الأنبوب ولا يبقى سوى وضع قارورة يسقط فيها ماء أزهار الكرز قطرة بعد قطرة حتى تمتلأ
.ما يهمنا هو الزيت الذي سيطفو أعلى القارورة ...
وصناعة العطر