زوجة مغترب
نظرت لابنتها واكملت..الاكل على النار يا مريم ابقى اطفى عليه وابنك نايم فى سريره يا ضنايا..
مريم:بزهول..انتى اللى فرشتى الشقه كده يا ماما..
ضحكت جيهان ووالدها ايضا وتحدثت بفخر..
جيهان:عماتك وولادهم وبناتهم يا ضنايا خلصو الفرش فى ساعتين زمن..امال دا انتى مريم الغاليه بنت الغالى..
نظر لها والدها وربط على وجهها بكف يده..ويده الاخرى يشاور بها على عيناه وتحدث بحب شديد..
عبد الخالق:من العين دى ذات ومن العين دى ميه يا حبيبه ابوكى..ولا يهمك ولا يقدر يزعلك حد طول ما انا على وش الدنيا يا مريم..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
اصر ان يصل شقيقه بنفسه حتى منزل والده...عفوا منزل والدته..
لكنه لم يسير معه للداخل فقد تركه عند باب البيت وعاد مره اخرى لزوجته..
فتحت هند الباب ودخلت خلفها شقيقها..
بحثو عنها بعيونهم..فحركت هند راسها بيأس حين وجدتها تجلس امام التلفاز تشاهد احدى المسلسلات بنتباه..
اقترب شقيقها وجلس على اقرب مقعد متأوه بشده..
نظرت هى بتجاههم نظره خاطفه وعادت النظر مره اخرى لشاشه التلفاز وتحدثت بتسائل وقليل من السخريه..
شاديه:امال فين السنيوره مراتك يا سبع..
اغمض عينه بعنف واخذ نفس عميق واستغفر بسره وهب واقفا متجه نحو غرفته هو وشقيقه وتحدث من اسفل اسنانه..
نهى حديثه ودخل الغرفه وغلق الباب خلفه بعنف..
نظرت هى لابنتها وتحدثت بغيظ..
شاديه:بقى خدنى معاك يا اسامه اصل هتقهرنى زى بابا..
نظرت لها بتمعن واكملت..
طيب ياروح امك انا لمتلك هلهيلك انتى كمان فى اكياس زباله بالف سلامه ياختى والقلب دعيلك..
هند:ببتسامه ساخره..هو انتى عندك قلب علشان يدعلنا اصلا يا ماما!!؟؟..
شاديه:بغضب..عندى كبده يا بت اشوحلك حته..
رفعت صوتها..امشى اخفى من قدامى لقوم اجيبك تحت رجلى انا مفروسه منك..
بت استنى..المحروس اخوكى الصغير خلصنا من اللى ما تتسمى وطلقها ولا لسه..
نظرت لها هند بتشفى وابتسامه سعيده وتحدثت بستفزاز..
هند:توء مطلقهاش..هيطلقها ازاى وهو بيموت فيها..دا كمان هيعيش معاها عند باباها فى البيت وادهم قال لو هى موافقتش انه يسافر معايا انا واسامه مش هيسافر..
نهت حديثها وضحكت بتساع..فأمسكت شاديه كوب موضوع على الطاوله امامها وقذفتها به بكل عنف..
لتسرع هند وتركض لداخل احدى الغرف مبتعده عنه فيسقط ارضا وينكسر لاشلاء..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..قلبه..
ينبض بعنف..
يقف امام باب شقتهم الجديده بعدما سمح له حماه بالصعود..
لحظات وفتحت له زوجته..
وقف امامها ينظر لها بدموع تلتمع بعيناه..
تبدله هى النظره بأخرى متألمه للغايه..
طالت نظرتهم قليلا..
وبلحظه..كانو قطعو المسافه بينهم سويا والتقطها داخل حضنه يحتضنها بقوه وصوت شهقاتهم تتعالى..
جذبته هى للداخل واغلقت الباب خلفهم وذادت من ضمه ويدها تربط على ظهره تارا وشعره تارا اخرى..
تحدث هو بصعوبه من بين شهقاته ويده تزيد من ضمها..
ادهم:حقك عليا يا مريم..انا اسف انى مكنتش ليكى الزوج اللى اتمنتيه..صمت قليلا واكمل بنحيب..عارف انك تستهلى واحد احسن منى وتستهلى كل حاجه حلوه فى الدنيا..
قبل عنقها بعمق واكمل بصدق..بس انا والله العظيم بحبك..
يمكن مبقتش اقولها وبقيت سلبى معاكى وديما ساكت..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين كفيه واكمل..بس تصرفاتى بتقولها يا مريم..غيرتى عليكى..واصرارى اننا نكمل مع بعض وانى مطلقتكيش حتى بعد ما باباكى خلى قريبك يضربونى انا واخويا دا معناه انى بعشقك مش بس بحبك ومستحيل اسيبك مهما حصل..
اغمض عينه بعنف لتهبط دموعه بغزاره واكمل بغصه..
وانتى عارفه ان اللى بيحصلنا دا سببه امى..
تنهدت هى بألم وهمست من بين شهقاتها..
مريم:طيب واخرتها..ما هى هتفضل امك يا ادهم..يعنى هنفضل فى التعب دا طول العمر..
جذبها داخل حضنه وسار بها لاقرب مقعد جلس وجذبها على قدمه وتحث بتعقل..
ادهم:لا يا مريم مش هنفضل كده..صمت قليلا واكمل بغصه..
انا هسافر الكويت مع اسامه يا مريم..
نهى جملته ونظر لها بلهفه يترجاها بعيناه ان تمنعه..
ان تتمسك به بكل قوتها وتمنعه من الغربه..
لكن..هى ايضا غاضبه الان..فألقت كلمات لم تكن تقصدها..ظنت انه يقول هذا من المه الان ولن يفعلها..هى نعم واثقه انه لن يتركها هى وصغيرها ويرحل..
مريم:سافر يا ادهم..سافر..يمكن لما تبعد نقرب اكتر من كده لبعض..
لو تعلم كم الندم التى سوف تشعر به حين تتذكر جملتها هذه..
لو تعلم كم المعاناه التى ستعيشها حين تصبح زوجه مغترب كانت تمنت لو ينقطع لسانها حتى لا تتفوه بهذه الكلمه الحمقاء..سافر..
اغمض عينه بعنف والم حارق بقلبه..فمن ظن انها لن تتركه يرحل قد اخبرته بكل سهوله ان يذهب..
يعلم ان ما فعله بها هو وولدته لم يكن بهين..
اذا اسلم حل ان يبتعد فتره ليعرف كلا منهم قيمه الأخر..
فتح عينه ونظر لها بغصه مريره وهمس بصوت مبحوح من شده تأثره..
ادهم:هسافر..هسافر يا مريم..
حركت رأسها بالايجاب وهمت بالقيام من على قدمه..
لكنه أسرع بأمساك خصرها وقربها من صدره وهمس بعشق..
ادهم:واحشتينى..
ارتعش جسدها قليلا من فعل لمساته..
نظرت له بخجل ورفعت أصابعها تلمس احدى الكمات بوجهه وهمست بدموع..
مريم:بتوجعك..
ابتسم هو بحزن وهمس بمزاح..
ادهم:ابوكى نفخنى انا واخويا..صمت قليلا واكمل بتأكيد..
بس عنده حق انا لو عندى بنت فى ادبك واخلاقك وجمالك هعمل اكتر من كده..
تحسس هو ذراعها مكان أصابعها برفق واكمل باحراج..
ايدك ملحقتش تخف..
امسك يدها وقبلها بعمق واكمل..حقك عليا يا حبيبتى..
جذبته هى واتجهت به لداخل الشقه وتحدثت بفرحه..
مريم:تعالى شوف شقتنا الجديده..
سار معها ينظر بتفاجئ لجمال الشقه ونظر لها بعيون متسعه وتحدث بزهول..
ادهم:الشقه تجنن يا مريم..صمت قليلا واكمل بأحراج..باباكى قالى هياخد ايجار 400ج بس والشقه تستاهل ال400ج دول فى اليوم..
نظر حوله بنبهار واكمل..دا الشقه اللى كنا فيها اصغر من دى وتشطبها على قدها وكانت 700ج..
اقتربت منه والتصقت به وهمست بدلع..
مريم:ابقى ادينى انا الايجار يا ابو تيمو عايز تدفع 700 او 800براحتك على الأخر..
ابتسم هو لها ولصقها به اكثر وتحدث بعبث..
ادهم:ابو تيمو كلو ليكى يا ام تيام..وضع جبهته على جبهتها وهمس بانفاس ساخنه..الواد تيمو انا سيبه بيلعب تحت مع جده..
قبلها بجانب شفاتيها بعمق..
وانا عايز العب شويه مع امه..
مريم:بعبث..وانت فيك نفس يا ابو تيمو بعد الخضه اياها والعلقه بتاعت انهارده..
نظر لها بعيون متسعه وتحدث بتسائل..
ادهم:قصدك انى خسعت..
مريم:خلى الطابق مستور بق؟؟..قطعت حديثها وشهقت بتفاجئ حين حملها بين يديه واتجه بها لغرفتهم الجديده وتحدث بمزاج ممتزج بألم حاد..
ادهم:تعالى وانا هثبتلك..نظر لعيونها واكمل برجاء..خلينى اشبع منك شويه قبل ما اسافر..
نهى حديثه والتقط شفاتيها بقبله عاشقه من بين كم ألمهم ودموعهم يخبرها بها..انه ان الأوان للغربه..
بعد مرور بعض الوقت..
..حياتها..
بعدما استقرت قليلا..اصبحت هادئه..
واخيرا..
هى وزوجها وطفلها سعداء..
يذهب لعمله كل صباح ويأتى على موعد الغداء..
تستقبله هى بأروع ابتسامه وحضن دافئ مشتاق..
بيده احدى الالعاب..
لصغيره الشقى الجذاب..
وبجيبه شوكولاته لها من افخر الانواع..
لم يغمض له جفن الا عندما يحتضنهم بحنان..
رجلهم هو ومصدر الامان..
سلسه..مرحه..حياتهم حتى الأن..
ولكن؟؟!!
دوام الحال دوما محال..
فقد حان وقت الفراق..
وما اصعب الوداع..
استقال من وظيفته وجهز جميع الاوراق..
سيرحل..سيبتعد..سيسافر ويترك وطنه..حبيبته..زوجته..وطفله الرضيع..
وستحمل هى لقب جديد..
حين تنطقه تشعر بنتزاع قلبها بيدا من حديد..
ومن بين شهقاتها وبكائها بنحيب..
انا مريم.. #زوجه مغترب ببلد اخر غريب..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..كعادتها..
تنتظر مجيئه..
تجهزت بأحلى الثياب..
تعطرت بعطرها الهادئ..
اصبحت كتله من الجمال برقتها وهدوئها المعتاد..
وقد ذادت جمالا واشراق..
نظرت لهيئتها بالمرأه برضا وانتبهت لصوت تكه مفتاح الباب..
اذن..لقد عاد قلبها..
ركضت سريعا بفرحه عارمه واحتضنته بلهفه واشتياق..
بادلها هو الحضن بشوقا اكبر مقبلا جبهتها وشعرها بواهله..
رفعت وجهها تنظر له بعشق وهمست ببتسامه..