الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حكاية كاميليا

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

 أنزل اشتري حبوب منع حمل من الصيدلية إللي تحت البيت، كنت باخده من وراه، الأيام بتمر وأنا بدبل، الحاجة الوحيدة الحلوة في ده كله هي أمل، نفسي أعمل أي حاجة وأهرب بيها من المستنقع ده، نفسي تتربّى في جو سوي وطبيعي، تتربّى بعيد عن الزعيق والخناقات والضرب، نفسي تتربّى قوية زي ما كانت أمها زمان... 

وكالعادة عصبيته ضيعت كل حاجة، اتطرد من الشركة ورجع يدور على شغل، أمل تعبت وماكنش معانا فلوس الكشف، أخدناها مستشفى حكومي بس البنت لسه تعبانه والدوا مش جايب نتيجة، افتكرت الورقة إللي متسجل فيها رقم ابن خالتي، بعتله رسالة استلف منه فلوس على الأقل بس عشان أكشف على بنتي أو يمكن يحكي لأهلي عن حالي فيحنّوا ويرضوا عني، بعت الرسالة، أخدت بنتي في حضني ونمت وصحيت على الصفعة بعد ما لقى الحبوب وشاف الرسالة وأهه قاعدة في الشارع لا عارفة أروح فين ولا أتصرف ازاي ولا عارفة أتطمن على بنتي، افتكرت حياتي زمان كانت عاملة ازاي وقلت ياريت بابا يومها ضربني ألف ألم وحبسني في أوضتي، ياريتني ما جريت ورا الأوهام ورخّصت نفسي، بس أنا استحق، كان طبيعي بعد

 إللي عملته كل ده يحصلّي، أنا بس مش عاوزة أي حاجة غير بنتي والبني آدم ده مستحيل أعيش معاه تاني، حاولت أهدا عشان أعرف أفكر لحد ما لقيت الحل إللي هرجّع بيه بنتي وأتخلّص من أسره للأبد.....
مفيش قدامي غير الحل ده، رجعت لجارتي واستلفت منها فلوس، شاورت لتاكسي وملّيته العنوان، أول حد فكرت إنه ممكن يساعدني هو ابن خالتي بس أنا لا حافظه رقمه ولا عارفة عنوان بيته أنا حتى مش عارفة إذا كان هنا ولا في إسكندرية!

هغامر عشان بنتي، هغامر عشان معنديش غير الحل ده أو الانتحار إللي كنت من شوية هنفذه، وصلت عند البيت، وقفت اتأمله من بره، وقفت اتأمل الجنة إللي كنت عايشة فيها، لمحت المكان إللي كان محمود مستني فيه ليلة ما هربت معاه واتمنيت لو الزمن يرجع بيا للحظة دي أمحيها لإنها كانت بداية اللعنة، قربت من البوابة بقدم رجل وبأخر التانية، أول ما وصلت عندها لقيت واحد من الأمن جاي عليا، أول مرة أشوفه غالبًا عينوا ناس جديدة، كان ماسك في إيديه روي إللي أول ما لمحني فلت من إيديه وجري عليا، الراجل كان متفاجيء وخايف الكلب يإذيني ومايعرفش إنه بيجري يحضني وأنا دلوقتي في أمس الحاجة لأي حضن، عمره ما هيإذيني عشان الكلاب رحيمة ووفية عكس البشر إللي مفيش في قلبهم رحمة، حضنت روي وبكيت،

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات