الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حكاية كاميليا

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

 عربيته وقعدنا في كافيه يقنعني إني اخترت غلط وإن الشخص ده لو كان حبني بجد عمره ماكان هيشجعني ع الغلط، طلب مني أرجع معاه البيت على الأقل دلوقتي، ولما وصلنا بابا طردني وقالي إني مابقاش ليا مكان في البيت ده وإنه خلاص متبرّي مني، مشيت مش عارفه أنا حاسه بإيه، جوايا فراغ كإن في حاجة ناقصة أو حاسه كإني عريانه!

لقيت محمود بيكلمني فبكيت، سألني عن مكاني واستنيته، جالي وأخدني الشقة إللي كنت قاعدة فيها، كان في نظري راجل بجد شهم وجدع، ورغم إن بابا استخدم نفوذه واتسبب في طرده من الشركة ورفض باقي الشركات قبوله ماتخلّاش عني لحظة وفضل متمسّك بيا، لقى فرصة شغل في السعودية بس محتاج فلوس كتيرة ومصاريف عشان نقدر نتجوز وأسافر معاه، فبيعت كل دهبي إللي هربت بيه وهو باع أرض ورثها من باباه وخلصنا اجراءات السفر، اتجوزنا بفضل أخويا إللي لما خلاص لقاني متمسكة بقراري جوزني ليه وودّعني، لما رحت أودع أمي وباقي إخواتي اتمنعت من دخول البيت وبابا وصلّي رسالة مع أخويا انسى إن ليا أهل جملة صغيرة بس وجعها كبير أوي وتقيل ع القلب، سافرت مع جوزي وماكنتش متخيله إني بعد ما أحقق حلمي سعادتي هتبقى ناقصة بالشكل ده!

بس بعد ما استقرينا ومحمود استلم شغله الإحساس ده بدأ يتلاشى وهو بيتفنن ازاي يسعدني ويعوضني عن غياب أهلي.. 

حاولت كتير أتواصل مع أمي أو إخواتي بس رفضوا يسمعوني حتى أخويا الوحيد منهم إللي كان واقف جنبي قاطعني زيهم، الحياة كانت صعبة، افتكرت نفسي هقدر أستحمل الفرق في المعيشة، صحيح كنت متأقلمة بس من جوايا تعبانه وبحاول مابينش لجوزي، مشتاقة لأهلي ولحياتي فعملت حساب فيس بوك مزيف وبعت لكل أهلي وقرايبي عشان أعرف أخبارهم من بعيد لبعيد، أخبار بابا كنت بعرفها من الإعلام بس رغم كل إللي حصل حساه واحشني أوي ونفسي اتطمن على صحته، محدش قبل إضافتي غير بنت خالتي، دخلت عندها واتفاجئت بصور فرح أخوها، فرحت عشانه وإنه قدر ينساني ويكمل حياته، أول ما شفت أمي وأبويا وإخواتي في الصور بكيت بحرقة، كان زماني دلوقتي وسطهم كعادة كل مناسبة خاطفة الأضواء بفستاني وأناقتي، كنت في كل مناسبة أبقى محتارة ألبس إيه رغم دولابي المليان فساتين وفي النهاية بنزل أشتري فستان جديد، ازاي هحضر مناسبتين بنفس الفستان! أنا ماكنتش بلبس طقم غير مرة واحدة، دلوقتي مابقاش حيلتي غير دولاب فاضي مفيهوش غير طقمين ببدل فيهم، مش مهم كده كده مابخرجش من البيت، صحيح الوضع كان ومازال صعب أوي ولسه مش عارفة أتعود على التغيُّر المفاجيء في طبيعة حياتي بالشكل ده بس كنت دايمًا بصبّر نفسي

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات