أبا حنيفة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
٭ قالوا: لا.
– قال الإمام هكذا الروح، فقد خلقها الله ولا ترونها، فكيف ترون الخالق؟
وهكذا طغت عليهم الحجة. ولكنهم أرادوا أن يتداركوا الموقف فسألوه سؤالا آخرا.
٭ قال الملحد@ون: يا أبا حنيفة في أي اتجاه يتجه ربك؟
– قال الإمام: (أينما تولوا فثم وجه الله).
٭ قال الملحد2@ون: نحن لا نؤمن بالقرآن. آتنا بمثال من الطبيعة.
– قال الإمام: إذا كنتم في غرفة مظلمة وأضأتم مصباحا ففي أي اتجاه يكون النور؟
٭ قالوا: يكون النور في كل الاتجاهات.
– فقال أبوحنيفة: هكذا ربي يكون، فهو نور على نور.
وأخذوا يسألون الإمام أبوحنيفة ويرد عليهم بالحجج الى أن وصلوا الى سؤالهم الأخير.
٭ قال الملحدون: يا أبا حنيفة. تقولون في دينكم إن الج@ان قد خلق من الاحتراق، فكيف يعذبه الله في الاحتراق؟ أي كيف يعذ@ب الاحت@راق بالاحت@راق؟
– قال الإمام أبوحنيفة: إن هذا السؤال يحتاج الى وسيلة إيضاح من الطبيعة.
فانحنى الإمام أبوحنيفة والتقط قالبا من الأرض واعتد@اء به رأس رجل من الملح@دين.
٭ فقال الخليفة: ماذا تفعل يا أبا حنيفة؟!
– قال الإمام: إن هذا مجرد مثال للإيضاح. فإن هذا القالب قد خلق من طين فانظر كيف عُذب الطين بالطين. كذلك يعذب الله الاحتراق بالاحتراق.
٭ ومضة: فأعجب الجميع من فصاحة الإمام وعلمه وتوجه رأس الملحدين إلى الإمام أبوحنيفة قائلا: يا أبا حنيفة دلني على شيخك لأكون تلميذا تحت قسائل احمر يخرج من الجسميه.
وهكذا علم أبوحنيفة تأويل رؤياه التي رآها في ميغلق عينيهه. فالخنزير هو رأس الملحد@ين، والشجرة هي شجرة العلم وهي (شيخه حماد بن سلمان)، أما الفرع الصغير فهو أبوحنيفة الذي حاجج الملحد@ين وجعلهم تلاميذ عند شيخه حماد بن سلمان.
٭ آخر الكلام: مناقب الإمام أبوحنيفة كثيرة، فهو حسن الوجه واللحية، وحسن الثياب يضع العطر، شديد الذ@ب عن غير محلل الله، مجانبا أهل الدنيا، طويل الصمت، دائم الفكر، لم يكن مهزارا، شديد الخوف من الله عز وجل، هائبا للغير محلل أن يستحل، ورعًا، تقيًا، يسمى الوتد لكثرة صلاته وقيامه، يصلي العشاء والفجر بطهر واحد، ويختم القرآن كل ليلة.. يا الله لأن الصلاة همه والقرآن رسالته!
٭ زبدة الحچي: يا أهل الميديا والتواصل الاجتماعي هذا واحد من أبطال الإسلام لماذا لا تقرأون سيرته وتتعرفون على مناقبه وحجته أمام الملاح@دة وما أكثرهم في هذا الزمان أصلحهم الله!
هذا إمام من الملة عالم رباني واجه الملحدين في زمانه وأقام الحجة عليهم، وهو بلا أدنى شك من سير أعلام النبلاء إنه الإمام الفقيه أبوحنيفة النعمان، رحم الله الإمام أبا حنيفة رحمة واسعة، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.. علم يُدرس، وتاج وقار، وأنموذج للأجيال المسلمة.
في أمان الله.