الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية شوق بقلم أسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 32 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

 

هاتفه بها وهو يقول..

اضغطي زر الاتصال يلا...أنا منتظرك.

أمسكت بهاتفه وألقته أرضا بحدة لكن لحسن حظها أنه لم يتهشم والا لكان خالد تحول عليها وتهور أيضا وقالت

 اتصالي ملوش لازمة ولو كان فعلا اتفق معاك على كدا... فبل الاتفاق ده واشرب مېته أنا مش موافقة ولا يمكن أوافق بواحد حقېر زيك.

قالتها وتركته ورحلت وبركان ثائر يوشك أن ينفجر بداخلها بسبب ما فعله أبيها بها فهي أدركت انه بالفعل فعلها وباعها من أجل قضاء دينه... فرت دمعة هاربة من مقلتيها تحسرا على ما فعله أبيها...بينما كانت تصعد سيارة الأجرة

لتمسحهما سريعا وهي تقول 

لا مش هسمحلهم يبيعوا ويشتروا فيا لا يمكن اللي بيقول عليه دا يحصل أنا أنا مش سلعة رخيصة... هيشتريها خالد بالفلوس ابدا... دا انسان حقېر ومستغل ومعندوش ډم.

لكنها وبعدما استوت على متن السيارة لم تستطع منع عبراتها من الهطول أسفا على ما فعله والدها.

أما خالد فظل مكانه برهة وهو يقول 

هتشوفي مني أيام يا متخلفة انتي.. أنا عمر ما بنت اتجرأت عليا بالشكل ده

عندما دقت عقارب الساعة التاسعة صباحا.. وطالعت هي الساعة أمامها حتى قالت 

الساعة بقت ٩ كفاية عليهم نوم لحد اكده... وربنا لأصحيكي من النجمة يا صين استعنا على الشقا بالله .. بسم الله يارب أعني على المعركة اللي هتحصل ديني.

تسحبت ببطأ وصعدت لأعلى حيث غرفة عساف التي كانت مظلمة تماما ... سابحة في الظلام الدامس الا من ضوء خفيف جدا قادم من الاباجورة التي بجوار سريره 

لتهتف شوق 

اللهم اجرنا من عذاب القپر... ايه يا بني الاوضة سودا و عتمة اوي اني يادوب شايفة قدامي وممكن اتكعبل في أي لحظة واكتشف ويبقي نهاري زي لون الاوضة بالظبط.

ظلت تتابع سيرها ببطىء وهي تنظر لأخيها وهو نائم بعمق فتضحك بتسلية وهي تقولي

يقطعني هصحيك من عز نومك معليش تستاهل ما انت امبارح محوشتش عني اخوك يا معفن

توجعت حيث الستائر السوداء وفتحتها ليسطع ضوء الشمس جليا في الغرفة وما إن رأت شوق أن أخيها بدأ يتحرك وكأنه يوشك أن يستيقظ... حتى فرت بأقصى سرعة للخارج وهي تتنهد براحة

الحمد لله فلت من اول واحد ... باقي الراس الكبيرة اما امير الأمر أمره سهل.

بعد ذلك توجهت لغرفة مهند وفتحتها بهدوء وحذر شديد... نظرت له وهي تسير لتأمن شره... لتجده نائم دون أي ملابس على نصفه العلوى... فأصيبت بالحرج

يخص يادي الكسفة.. ما تستر نفسك ياخوي وانت نايم في اوضتك متناش عارف اني هطب عليك أصحيك ولا إيه.

ومن ثم توجهت نحو الستائر وأزاحتها بهدوء وسرعة في نفس الوقت.

لترى مهند يضيق أعينه بانزعاج ففرت تركض لأسفل بسرعة وهي تسمع عساف يصيح في الخادم بعد ان ظن ان أحد من اخوته من تجرأ وفتح الستائر بينما هو نائم

 عاطف انت يا زفت تعالى اقفل الستاير دي... اما انت يا مهند او أمير حسابكم معايا بس لما اقوملكم.

جاء الخادم على الفور... ليشير له عساف

اقفل الزفت ده حالا

حاضر يا عساف بيه 

وما ان اغلقه الخادم حتى غط عساف مرو أخرى في النوم.

أما مهند فنهض من مكانه على الفور ووجهه محمل بالزعابيب كرياح أمشير وتوجه تجاة غرفة أخيه أمير وهو يتمتم پغضب

مفيش غيره أمير الكلب اللي عملها وربنا لاخلص عليه علشان يفكر يعمل معايا مقلب سخيف زي دا.

استيقظت من نومها و تناولت فطورها بعد الحاح من الدادة ... بعدها جلست الدادة لتساعدها على تمشيط شعرها الطويل... وفي تلك الأثناء 

دلف خالد الغرفة دون سابق انذار وما إن تبصره ميار حتى تنتفض وتتشبث بالدادة بقوة وترمق أخيها بأعين تهتز زائغة خائڤة

ليهتف خالد وهو يقول

ايه مالك خاېفة ليه... علشان عملتي حاجة غلط مش كدا

جف الماء من حلق ميار وزادت ضربات قلبها بينما قل الهواء في رئتيها ليهتف هو هادرا بها

لو كنتي پتخافي لو كدا مكنتيش عصيتي اوامري يا ميار.

أمسكها من ذراعها لتنتفض بصړاخ وهي مازالت متشبثة بالدادة التي هي خائڤة من تهور خالد عليها 

ليهتف خالد بحدة بينما يقبض باصابعه على ذراعها

أنا مش قلت ممنوع الخروج برا اوضتك وشددت على دا ولا لأ

لتهتف الدادة 

عرفت غلطتها ومش هتكررها تاني يا خالد بيه .. مش كدا يا ميار

هزت ميار رأسها بړعب

ليهتف خالد بينما يخرج المقص من جيب بنطابه 

متأكد انها مش هتكررها تاني لكنها قبل دا لازم تتعاقب وعقاپ شديد كمان.

ما ان رأت ميار المقص حتى اتسعت حدقة أعينها پصدمة... أما الدادة فوضعت يدها على فمها بزعر شديد فهي فهمت ان خالد ينوي قص شعر أخته كعقاپا لها

لتهتف الدادة پصدمة

لا يا خالد بيه اوعى تعملها... ميار متستاهلش منك ده

لينظر خالد لأخته بشراسة بينما هي تجمدت مكانها من الصدمة 

 هعمله يا دادة ده الحل الوحيد علشان بعد كدا تفكر مليون مرة قبل ما تتصرف من دماغها وتعصي اوامري

قالها وأمسك بشعر أخته وهو يقرب المقص منه و.....

شوق بارت ١٤ 

أسماء عبد الهادي 

صلوا على رسول الله

عندما سمعت شوق من الأسفل صوت أخيها أمير يصيح

مهند سيبني انت عايز إيه .. ااااه ... اااه يا عساف 

وضعت يدها على فمها وقالت

يا خړابي... ده مهند لبسها فى أمير الأمرا... يا ختاااي طب أعمل إيه أني دلوك.. أروح أدافع عن أمير الأمر... ولا أعمل إيه.

همت أن تصعد الدرج لكنها تراجعت على الفور وهي تقول لنفسها

استني إهنه يا هبلة هتروحي تدافعي عن أخوكي التور هيدخل فيكي انتي... لا أني ممستغناشي على روحي... اني لسه قدامي رسالة لازمن أقوم بيها في الحياة... معلهش بقا يا أمير الأمر... ههملك المرة داي لأخوك

 

سامحني يا خوي أني السبب بس يلا أهي علقة تفوت لما تاخدها بدال أختك الكبيرة ميضرش.

بالأعلى عندما ذهب مهند بكامل عصبيته وانفعاله لغرفة أخيه وأيقظه من نومه وهو يسحبه من قدمه ليوقعه على الأرض

بقى انت تعمل فيا المقلب السخيف ده يا متخلف

مقلب ايه والله ما عملت حاجة... انت داخل عليا وانا نايم أساسا

ضربه مهند في وجهه بتسديدة قوية

عليا يالا... ما انت عملتها وجيت عملت انك نايم علشان يخيل عليا اللي عملته

اااه وربنا ما اعرف عملت ايه ... سيبني بقا... بوظت وشي

أمسكه من ملابسه وهو يقول بانزعاج

ولسه هعملك خريطة في وشك حالا علشان تفكر تلعب معايا... أنت مش عارف ان دخول اوضتي من غير اذني خط أحمر لا وكمان شديت الستاير وانا نايم وده أكتر حاجة بتزعجني.

اقسملك بالله يا مهند معملتش حاجة انا كنت نايم نااايم

تركه مهمد وهو يحدق فيه بريبة

ان مكانش انت يبقى مين... ما هو عساف مش هايف للدرجة دي ويعملها ويجري

والله ماانا ....هفضل أحلفلك كتير!

طب مين ها اللي يجروء على كدا 

وفجأة أعينه لمعت بشړ وهو يقول بصوت عالي

مفيش غيرها اللي تعملها... شووووووق

استمعت شوق وهي بالأسفل صوت مهند ېصرخ باسمها فوضعت يدها على رأسها وقالت بفزع

يا ختاااي وقعتك سودا يا شوق وربنا ماهيسيبك.. هيدغدغك من بعضك يا شوق.... لاه اني مقعداشي اهنه.. ااه البت آيات أني رايحة أقابل البت آيات حبيبتي.. أني منيش بهرب من أرض المعركة... بس المثل بيقول الجري نص

 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 148 صفحات