السبت 23 نوفمبر 2024

قصة بقلم الدكتور أحمد سيد رجب

موقع أيام نيوز


‏‎هل تعلم إن الأموات يزورون الأحياء في المنام وتصلهم أخبار أهل الدنيا بإستمرار وهناك صحابيان جليلان إتفقوا إذا ماټ أحدهم قبل الأخر يزوره بالمنام ويحدثه بما حصل له .
الصعب بن جثامة وعَوْف ابْن مَالك كَانَا متآخيين ومتحآبين في الله واحدًا منهم من الأنصار والأخر من المهاجرين ولم يتفرقوا بحياتهم أبدًا وعندما كبروا بالسن إتفقوا سويًا إتفاق غريب ولم يتفق عليه أحدًا قبلهم . 

قَالَ صَعب لعوف ي أخي أَيّنَا مَاتَ قبل صَاحبه فليتراءا لَهُ (بمعنى فليزوره بالمنام ) فوافق عوف ووعدوا بعض بهذا الامر ، وكانوا يذكرون بعضهم البعض طوال فترة حياتهم أن إذا ماټ أحد قبل الأخر يزوره بالمنام ، وبعد مدة من الزمن ټوفي صعب بن جثامه .. 
فحزن عوف بن مالك حزنًا شديدًا وأخذ ينتظره في منامه في كل ليله حتى جاء إليه صعب بعد عامٍ كاملًا في منامه ، وعندما شاهده عوف عاتبه لأنه انتظره سنه ولم يراه ، فقال صعب أن أرواح المۏتى بيد الله متى ماشاء أطلقها ومتى ماشاء أمسكها ، فسأل عوف صعب مافعل الله بك؟
قال صعب غفر الله لنا بعد المصائب ، فشاهد عوف بقعه سوداء برقبه صعب وكان شكل البقعه مخيف وغريب ، فسأله عنها فقال له صعب ، هذه عشرة دنانير إستلفتها من جاري  وخبأتها في موضع معين في منزلي وأخبر صعب عوف عن الموضع بالتحديد الذي خبأ فيه العشرة دنانير..
فسأله عوف عن أخبار أهل الدنيا هل تصله؟ فقال صعب أعلم ي أخي انه لم يحدث فِي أهلى حدث بعد موتى إِلَّا قد لحق بى خَبره حَتَّى هرة لنا مَاتَت مُنْذُ أَيَّام وقد علقت في مكان معين بالمنزل وماټت به وأعلم أيضًا أن بنتي سوف ټموت وتزورنا إلى ست ليال (بمعنى سوف ټموت بعد ست أيام) 
فأستيقض عوف فزعًا وذهب بسرعة إلى منزل صعب ففتحت له الباب زوجة صعب وأدخلته إلى المنزل ، فاستأذن عوف المرأه أن يبحث في مكان معين في المنزل عن أمرًا ما فأذنت له ، فذهب عوف ووجد المال بالمكان الذي حددهُ له صعب بالضبط فأخذه بسرعه وذهب لليهودي وأعطاه المبلغ..
وقال عوف في نفسه هذه والله واحدة بمعنى أول أمر تحقق ، فرجع إلى المرأه وقال لها هل حدث فيكم أمرًا بعد ۏفاة صعب؟ فقالت المرأه نعم هرتنا ماټت منذ أيام ، فقال عوف هذه والله الثانيه ، فسألها عن ابنه صعب أين هي ؟
‏فجاءت الابنه فلمسها عوف ووجدها محمومه (بمعنى حرارتها مرتفعه) فحزن عوف وقال للمرأه استوصي بها معروفًا ولم تمضي ستة أيام كاملة حتى توفت الابنه..
فهذه القصة هي خير دليل على أن الامۏات يزورون الاحياء وتصلهم أخبار أهل الدنيا وهم يعيشون في نعيم ورغد في قبورهم ، وحتى أبسط أمور اهل الدنيا تصل إليهم لدرجة أن إذا هره ماټت يعلمون بها ويفرحون كثيرًا بفرحنا ونجاحنا تمامًا مثل أن كانوا معنا ..
والكثير منّا قد زاره عزيز عليه ذهب إلى لقاء ربه ورآه في المنام وفرح برؤيته واطفأ لهيب شوقه لهذا المېت ، رحم الله أمواتنا جميعًا وجمعنا بهم في جناته ..‏
مصادر الثريد : 
كتاب الروح لابن القيم 
الإصابة في تمييز الصحابة
بقلم أحمد سيد رجب